لازال الدفاع المدني بجدة فزاعة
كنت يوم الثلاثاء الماضي اتصفح خبراً مفاده ان فرق الدفاع المدني بجدة انقذت “40”شخصا مابين رجال ونساء احتجزوا في داخل إحدى الالعاب بمدينة ترفيهية على كورنيش جدة، حيث تعرض “13”شخصا منهم لإصابات تنوعت مابين الشد العضلي والإعياء والخوف تم نقل 7 منهم إلى المستشفى. وهذه الحوادث اصبحت مألوفة بحكم وكما اشرنا مرارا غياب الوقاية الميدانية والذي اكده تصريح نائب الناطق الاعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة المقدم وليد أبوشنب بقوله : تم ضبط مخالفة على مالك المشروع إزاء مخالفتة لوسائل السلامة الخاصة بالمدن الترفيهية.
والحقيقة التي أعترف بها مرارا وتكرارا انها ليست هذه المرة الأولى ولا العاشرة ولن تكون الأخيرة التي اتحدث نصا فيها عن مرفق مهم من مرافقنا الحكومية المهمة ذات الخدمات الجبارة ، وسبق أن أشرنا إلى أهميته وإلى مدى ما يؤديه من مهام جسام ممثلة في الدفاع المدني ، ولعل الشهادة الأكثر لستحقاقا وتأكيدا مايقوم به الدفاع المدني في كل موسم حج حينما تتكاتف الجهود وتتبلور الخدمات إلى اعمال جليلة في الميدان ، إذ يعتقد البعض وسيما العامه من أن دور الدفاع المدني يتوقف عند وقوع الحدث ، وهذه نظرة قاصرة وظالمة ، ربما كسرتها الحوادث التي بشاهدها على الارض يوميا ،وقد عتبت فيها كثيرا على الشؤون العامة بهذا المرفق التي ناشدتها اكثر من مرة بأن تواكب التطور وتنشط في إيضاح الصورة الصادقة عن هذا المرفق ، ولا يمكن ترجمة ذلك مالم نلمس أن دورالدفاع المدني يجب أن يسبق الحدث ، بل ويكون له في الغالب دور في دراء الخطر بصفة عامة قبل وقوعه.
لذلك كم كان هنالك من كوابيس مخيفة أزاحت خطر وقوعها بتوفيق من الله حسن إستشعار الخطر قبل وقوعه ، فكانت سببا بفضل الله في الوقاية من مخاطره ولا ادل على ذلك في النجاح في مواسم الحج، إذ أن هنالك مهام تسبق التعامل مع الحدث ، أصبحت بفضل الله وقائع ملموسة وآثارها الإيجابية معايشة ، تتمثل في مهمات رئيسة ومهمة منها تنظيم قواعد ووسائل الإنذار من الأخطار المداهمة من كوارث طبيعية وخلافة ، وأنا هنا لست بصدد التطرق إلى مهام ومسئوليات هذا المرفق فهذا يحتاج إلى مجال أرحب وتغطية أشمل وسبق أن تطرفت لها هنا كثيرا واخيرا تحت مقال ( الدفاع المدني فزاعة ) والذي اعيده اليوم للتذكير والاهمية واستحث في الهمم إلى ماهو افضل وما يتواكب مع الإمكانيات المهولة التي وفرتها الدولة ، حيث في خضم هذه المهام ومع هذا الإمكانيات البشرية والفنية ، فتح الأعين على كثير من السلبيات التي لاتحتاج إلى مجهر لكشفها أو جهد لدلالة عليها ، والإشارة إلى تلك السلبيات لايعني إغفال الجوانب المشرقة ، والتي هي أكثر من أن تحصى.
هذه الإشارة تعمدتها حتى لا يتساءل أحداً أين الإيجابيات إذن فمع حرص الدفاع المدني بجدة على نقل الورش خارج المناطق الآهلة وكما ذكرت في مقالة سابقة ، فوجيء الاهالي مؤخرا بإنشاء معرض ( القايد) بحي البوادي بشارع صاري وبخديعة كبرى لانعلم كيف مررت على كل من ( أمانة جدة ) و( الدفاع المدني ) بينما حقيقة الأمر هي في الخلف ( ورش سيارات ) أصبح اثرها السلبي بيئيا وإجتماعيا واضحا للعيان مع كثرة الضجيج والسيارات السكراب واصبح ما حول المعرض يشكل بيئة رافضة للتطور وخطر كوارثي محدق بالحي.
كتبت من قبل وقلت ، إن حال الورش في المنطقة الصناعة بالنزهة شمال جدة وشارع الإسكان ومخطط الأمير متعب والخمرة وضع مزري وخطير جدا ويؤكد أنه لامرور للدوريات الميدانية وإلا كيف تكون تلك الصور ثم كيف يمكن لمعدات الدفاع المدني دخول تلك المنطقة بذلك السؤ ؟.
وبعد كل كارثة حريق نسمع الاسطوانة التي ملّ منها الجميع (أنه ومن خلال التحقيق توصلت النتائج إلى أن سبب الحرائق او الحوادث يرجع عدم توفر وسائل السلامة في منطقة العمل , ونكرر السؤال أين ياترى دور الدوريات الأمنية الوقائية فكما في بيان الدفاع المدني لايوجد وسائل السلامة ، وهي ورش قائمة منذ سنوات ولكن يظهر أن الرقابة تحتاج إلى تفعيل.
في الأسبوع الماضي زرت ولأول مرة فرع ( إيكيا) بشارع التحلية بجدة وحقيقة ذهلت لما شاهدته من مخاطر تستدعي تدخل عاجل للدفاع المدني لإعادة خارطة أمن وسلامة لمرتادي هذا الفرع وما رايٍ كمن سمع لأن الوضع الحالي ينذر لا سمح الله بمخاطر كبيرة ، هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب 8894 فاكس 6917993
التصنيف: