لابد لصوت الاعتدال أن ينتصر

• عبدالله فراج الشريف

إن ما نعانيه من صوت نشاز يريد للغلو والتشدد أن يبقى الظاهرة الأقوى في مجتمعنا، ووصم بلادنا به في الخارج، لم يستطع أن يصمد في وجه الاعتدال و الوسطية والذي جاهدنا من أجل انتشاره في بلادنا ونجحنا والحمد لله حتى أصبح اليوم هو السائد بفضل الله لولا أصوات نشاز لاتزال تردد دعاوى ذاك الغلو والتشدد، الذي شكى منه الناس في بلادنا أمداً ليس بالقصير، حينما قدم الى بلادنا بعض دعاة الجماعات التي ننعتها بالمتأسلمة لا الإسلامية، لأننا نرى أنها تخالف عقيدة ومنهج الإسلام في كثير مما تدعو إليه، وهي لم تنجح في بلادنا.. وهيهات لها أن تنجح في ذلك، ولكن المحاولات مستمرة بعد أن تركت الجماعات بيننا من يمثلها منا لا منهم، وأصبحنا نسمع بين الحين والآخر أصوات نشاز منهم تحارب الاعتدال وتبث روح الفرقة وعدم الاعتدال ويجب على أهل الاعتدال والوسطية منا وهم اليوم بحمد الله الأكثرون، أن يصدوهم ويفندوا أقوالهم المريضة ودعاويهم الباطلة فعقيدة الإسلام لا تدعو الى وصم علماء الأمة الأبرار بالجهل أو الخروج على أهل السنة، فتلك دعاوى باطلة لا أساس لها تعتمد عليه الا جرف هار مصيره الانحدار إلى حيث يجب أن يكون، فعلماء الأمة من أهل السنة الذين خدموا الدين والأمة، ووقفوا معها في صفوف القتال عندما تعرضت لهجمات بربرية جاءت من الشرق أو الغرب، وهؤلاء ولم يدعو أحد الى تقديسهم فلا أحد يدعو الى الصاق التهم بهم إلا إن كان مريض القلب متربصا بالأمة، لا يريد لها الخير، وحينما رد عليهم جمهور علماء الأمة واعتبروا أن لحوم الأمة مسمومة، وهي حقيقة، فالوقوع في اعراض المسلمين كافة محرم وكبيرة من كبائر الذنوب ولم يرتض أحد من الأمة عامتها وخاصتها أن يباح، وهو في العلماء أشد حرمة وأعظم سوءاً وان أتت نابتة الزمان من بقايا تلك الجماعات بغير هذا، فهو أصحاب غرض أورثهم مرضاً ، ولا يزول إلا بزوالهم، وان تكاثر أصوات الاعتدال والوسطية ستجعلهم يعودون إلى جحورهم، ويكفون أذاهم عن الأمة وعلمائها، وهو ما ننادي به، ونرجو ان تستجاب دعوتنا اليه، فتتحد الكلمة، وتجتمع الأمة على خير ما تجتمع عليه، إعلاء الاعتدال والوسطية، التي بها تستقر الأحوال، وتفشل دعاوى الباطل، حيث يصبح نشرها أمر صعبا للغاية وهو ما نسعى اليه، وعيننا على وطننا الذي يواجه اليوم عداوات حتى في محيطه الخليجي، ويراد كلمة الحق التي تصدر عنه أن تختفي، ولن يحدث هذا وفيه من هو حريص على دينه أولاً، ووطنه ثانياً ولا يريد لهما إلا العزة والكرامة وأن يبقى هذا الوطن وحدة واحدة عبر أراضيه كلها وعبر سكانه كلهم، ليحققوا آمالهم في عيش كريم تحت ظل حكم ارتضوه، فحربنا للأصوات الناشزة دينياً ووطنياً أمر مشروع من أجل وطن مستقر آمن، يحقق نهضة بدأت بوادرها تظهر في الأفق، جمع الله كلمتنا في هذا ضد كل دعوة نشاز لا تريد الخير لوطننا وأهله، فهل نكون جميعاً يداً واحدة على من سوانا من أعداء الأمة والدين، ذلك هو ما نرجوه والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

 

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *