كُنْ طاقة إيجابية
كلنا نعاني من مشاكل ومنغصات في حياتنا، فهذه طبيعة الحياة فلا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة ولا يمكن أن نعيش سعداء للأبد وإلاّ لن نشعر بمعنى السعادة، ولكل منّا أسلوبه في التعامل مع مشاكله، البعض يفضّل كتمها في نفسه وعدم البوح بها لا لقريب ولا لبعيد، والبعض يلجأ لطلب المعونة والمشورة في التصرف والبعض يفضفض لمجرد الفضفضة، وكلها طرق صحيحة ولكن كيفية تطبيقها ووقت اللجوء لها يجب أن يكون مناسباً للطرف المتلقي، وحتى المكان يجب التفكير به قبل البدء بالفضفضة،
فالبعض لا يتحرج من طرح مواضيع خاصة أمام مجموعة من الناس، فمن إتيكيت اللقاءات عدم التحدث بالمشاكل الخاصة في المجالس العامة وأمام الجميع، فلا يعرف المتحدث مَن مِن الموجودين قد ينقل حديثه بطريقة أخرى أو يتسبب له بمشاكل والأهم أنه سيتسبب في توّتر جو اللقاء دون أن يحصل على نصيحة مفيدة لأن كثرة الآراء أحياناً تشتت الفكر كما أنه سيعطي انطباعاً سلبياً عنه وقد ينفر البعض منه لكثرة شكواه وسيبث السلبية لكل من حوله في الوقت الذي يحتاج الآخرون للإيجابية من كثرة الهموم التي يعانون منها.
فالجميع يعاني من مشاكل صحية ومشاكل اجتماعية ووظيفية وتنعكس عليه نفسياً بالتأكيد، وعندما يخرج للقاء الآخرين فهو يرغب في تغيير نفسيته والجو المحيط به ونسيان مشاكله، وإذا التقى بمن يبث شكواه طول الوقت ويندب حظه أو يشرح آلامه الصحية فسيشعر بالسلبية وقد تزداد حالته سوء عوضاً عن الراحة التي كان ينشدها عند خروجه للقاء أصحابه.
لا يضر أن نلجأ لأخوتنا أو لأصحابنا المقربين لاستشارتهم في بعض القرارات على أن لا يكون ذلك بشكل متكرر وأن نختار الوقت الذي نستشيرهم فيه، فقد يعانون هم أيضاً من مشاكل في الوقت نفسه ويعجزون حتى عن سماعنا، فنبثهم طاقة سلبية في الوقت التي يحتاجون فيه طاقة إيجابية تساعدهم على حل أمورهم، كما أن الإعادة والإطالة في مناقشة نفس المشكلة ودون تطبيق الحلول المقترحة تتعب الآخرين وتجعلهم يصلون لمرحلة ملل من تكرار نفس المشكلة وتقديم نفس النصائح ودون فائدة!
القوة تمكن في أن تكون إيجابياً ومبتسماً وأن لا تشكُ أوجاعك للآخرين ولا تجعلهم يعرفون نقاط ضعفك، بل على العكس احتفظ بهدوئك دائماً وتفاءل بما يحدث لك وإن لم تكن مرتاحاً منه فحتماً أن الله سيفرجها عليك من حيث لا تدرك، فالبشر ليس بيدهم أية حلول لك فالجأ لله تعالى هو حلّال مشاكلك ومدبّر أمورك ومشفيك من الأمراض،
فالأفضل أن تحافظ على حب الجميع لك بالابتعاد عن السلبية والشكوى والتمسك بالإيجابية والحديث في مواضيع تفيد الجميع دون التعصب للآراء وفرض السيطرة على الآخرين وإجبارهم على تبني أفكارك فلكل منّا قناعاته ومبادئه التي يجب أن يحترمها الجميع!
كن إيجابياً أملأ قلبك بالأمل والتفاؤل لا تبتذل نفسك، ولا تكشف نقاط ضعفك أمام الجميع، كن منغلقاً على همومك منفتحاً مع الجميع استقبل وجودهم في حياتك وكن خفيفاً في حياتهم، لا تكلفهم أكثر من طاقتهم وحاول أن تحتويهم بحبك وابتسامتك!
التصنيف: