تجتمع قلوب المسلمين في رمضان حول خالقها في عقد فريد اختلف في فهمه المسلمون أنفسهم والأعداء على السواء ، وذلك طلبا لمرضاة الله عز وجل والذي يعصى في كل ثانية، ويختلف في تفسير كتابه كل حسب بعده او قربه من بيته الحرام أو حسب أهوائه، واهدافه وعلمه، متناسين الأصل ألا وهو الكتاب المنزل والسنة النبوية.
فكانت تلاوة القران في رمضان بتدبر من البعض، و طلبا للثواب من البعض الاخر دون محاولة او قدرة على الفهم من دروس وعبر الاولين، الذين رضي الله عنهم، والاخرين الذين انزل غضبه عليهم لانهم لم يقدروا النعم التي منحت لهم، وسخطوا بها، فاصبحوا بعد ذلك عبرة لمن يعتبر او لا يعتبر. وذلك غير دروس في الصبر التي يكررها القران في قصص الانبياء لتحمل احداث الحياة الجسيمة وتاثيرها علي النفوس المطمئنة والمستسلمة في رمضان، وكيفية التعامل معها ليتمكن المسلم من تجاوز المحن التي يمتحن بها الله عباده بصبر أيوب، وذو النون، ويعقوب، ويوسف عليهم السلام، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وغيرهم من الانبياء.
فنفس المسلم المجروحة والمتألمة لآلام المسلمين المشردين والمهجرين والمظلومين في كل البقاع، شحذت هممها في الدعاء لإخوانهم في الدين والعقيدة، املة تقبل الله الاسترحام للمسلمين الذين اصبحوا هدفا سهلا لغضب العالم المسيس ضدهم في وقت وهن جسد الامة الواحد بسبب تفككها واستسهال تفرقتها وتشتتها لضعف ايمانها وقلة حيلتها في مواجهة الاقوى، واضاعة مواردها التي طمع بها القريب والبعيد. فهذا هو شهر رمضان المبارك يمر مرة اخرى لنعبر بعده الى باقي الشهور الحرم التي تحمل فرصا أخرى كثيرة ومتتالية حتى نستعيد بها قوتنا كأمة ذات رسالة تتجدد دماؤها لتواجه التحديات والاطماع المحيطة بنا من كل جانب. فهذه القوة التي نستمدها من خلال هذه الايام المباركة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنا، هي مصدر للثبات والنصر وكل ما تبقى لنا كمسلمين. وبدون هذا التدبر لاسترداد قوتنا.
لن نفلح ولن نصل الى أهدافنا، بل سنقع في دائرة الفوضي والفتن التي بدأت تطبق علينا من كل جانب وسيكون من الصعب الخروج منها لانها تمتص قوتنا وتضعفنا من الداخل وتجعلنا غير قادرين على مقاومة الاخطار الخارجية .
فهذه الطاقة الهائلة التي تمكنا من جمعها خلال هذا الشهر المبارك هي التي ستدفعنا الي الامام، وتحررنا من عبودية النفس الى عبودية الخالق ولا احد غيره، فالخيارات متاحة امامنا.
حفظ الله بلادنا، وبلاد المسلمين.
@fahdabntsaud

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *