مع انتشار برامج التواصل الاجتماعي وسيطرتها على حياة البعض ممن أدمنوا عليها واتخذوا منها وظيفة ومدخل رزق، ومع تراجع الإعلام التقليدي من إذاعة وتلفزيون وصحافة وعدم قدرته على منافسة الإعلام الجديد الذي يقدم امتيازات لا يتيحها خاصة مع وجود حرَّاس البوابة والمزاجية في تقديم المادة الإعلامية،

ظهرت عدة سلبيات لبرامج التواصل الاجتماعي، فرغم توفر مساحة واسعة للتعبير والحريّة في اختيار المواد الإعلامية والمعلومات التي يتداولها نشطاء التواصل الاجتماعي لدرجة أن كلاً من المستخدمين أصبح له قناته الخاصة التي يبدأ إرسالها صباحاً ويختمها ليلاً ويعرض يومياته ومعلومات تخصصية أحياناً وعامة غالباً، ويعرض آخر الأخبار من وكالات الأنباء العالمية، ويغطي الفعاليات والمناسبات المؤسسية بنفسه ومن جهازه الشخصي وبوجهة نظره، ويقابل الشخصيات المهمة والأهم تفاعله مع المتابعين بشكل مباشر وبإمكانه قياس مدى تفاعل الجمهور مع المواد التي يعرضها.

الحياة اختزلت في جهاز الهاتف وأصبح كل ما حولنا إلكترونياً وحراً ليس مقيداً بسياسة معينة ولا قوانين ولا خط أحمر، فالكل يضع قوانينه الخاصة به والمناسبة لمبادئه وتوجهه وبإمكانه طرح مواضيع لا تجرؤ وسائل الإعلام التقليدية على طرحها، وفي ظل هذه الإيجابيات هناك سلبيات لهذه البرامج أهمها انعدام الخصوصية فالبرامج تشجّع على التواصل ومشاركة حالتنا اليومية أصبحت مكشوفة للمتابعين وهذا ما سبب مشاكل للشخصيات المستخدمة التي تعرض تفاصيل حياتها وتتلقى تعليقات غير أخلاقية من بعض المتابعين الذين لا تحدهم مبادئ ولا أخلاق، وعندما يتباكى بعض المشاهير، عليهم استيعاب أنهم هم الذين سمحوا للكل بالتدخل في حياتهم لأنهم يعرضون خصوصياتهم بتفاصيلها على شبكات التواصل الاجتماعي ما قد يثير حسد وغيرة الآخرين ممن مهمتهم فقط مراقبة الناس وسبهم وقذفهم.

لا نستطيع العيش دون مواكبة موجة التواصل الاجتماعي والإطلاع على ما يجري حولنا ومعظمنا أصبح يعتمد عليها للحصول على المعلومات والترفيه وآخر أخبار المشاهير، ناهيك عن كثير من المشاهير الذين ساهمت برامج التواصل الاجتماعي في شهرتهم رغم عدم درايتهم بالإعلام ولا الفن ولا غيره، فاتخذوا خطاً لهم من خلال البرامج واشتهروا نسبة لعدد المتابعين وتناقل فيديوهاتهم وأصبحوا مشاهير التواصل الاجتماعي، والضحية هم الأطفال والمراهقون الذين يتأثرون بشخصيات قد لا تقدم فكرياً ولا نصيحة ولا موضوعاً هادفاً، وهذا من أهم سلبيات برامج التواصل الاجتماعي فلا يمكن تحديد فئة المتابعين ولا يهم البعض من يتابعه أصلاً فكل ما يهم المستخدم عرض ما يريد وما يناسبه هو وبالتالي هو ليس مسؤولاً عن فهم الآخرين له.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *