كتيب التعليمات..!
نشعر بالحماسة عندما نقوم بفتح صندوق لجهاز إلكيتروني جديد.. لنجد داخله قطع من مادة الفلين، وبعض اللألواح الكرتونية، بالإضافة إلى مغلفات بلاستيكية، وكتيب إرشادي لطريقة عمل الجهاز بأكثر من لغة – والجهاز طبعا –، وكوننا نختلف في طريقة التفكير، فإن تعاملنا مع هذه المحتويات أيضاً يكون مختلفاً، بعضنا يحتفظ بكل محتويات الصندوق لحين الحاجة إليه بعد أن يقوم بتركيبه وفك رموزه بدقة متناهية،
دون النظر في الوقت المتوقع لإنجاز المهمة، وآخر يقوم بإتلاف الصندوق والتخلص منه بما يحتويه بعد إخراج الجهاز، ثم يعتمد في التركيب على قدراته وعقليته الفذة مما قد يؤدي بفعله هذا إلى خسارة الجهاز، أو يقوم غيره بإحضار فني لتركيب الجهاز فهو لا يرغب في بذل عناء محاولة مسبقة في التركيب.
لا نستطيع الجزم بأن أحدهم اختار الطريقة الأفضل من الآخر، و لا يسعنا إلا تقديم الشكر كل الشكر لتلك المصانع التي وضعت كتيب الإرشادات مع المنتج حتى نتمكن من التعامل معه. وهذا الفعل دليل على وعي المصنع وتقدمه.
بدأ العام الدراسي وبدأت أفواج من الأطفال تشق طريقها نحو المستقبل محملة بآمال زرعوها الآباء في نفوسهم الصغيرة راجين من الله أنها لم تتأثر بالإعلان التجاري الذي اتسم بالسلبية معلناً موسم العودة للمدارس، بل أقبلوا تدفعهم الرغبة في النجاح وتحقيق الأهداف.
لو أننا عدنا إلى الخلف قبيل قرنين من الزمان وأكثر، ومن تلك اللحظة إلى ما نراه الآن في تعاملاتنا اليومية فيما بيننا.. نستطيع أن ندرك كيف تعاملنا مع الكتيب الإرشادي لكل طفل من الأطفال، ولعلنا من باب التبرير في ذلك الزمان كنا نلعن الجهة الموردة على عدم أمانتها في التعريف بالمنتج، دون أن نعي أننا تخلصنا من كتيب الإرشاد قبل أن نفهم ونستوعب قيمة ما نملكه بين أيدينا.. إنما الخسارة هنا تكلف الكثير ليست قاصرة على إيجاد جهاز جديد بمميزات أعلى بل تصل إلى تدمير متوالية بشرية مازلنا نعاني من آثارها إلى هذه الساعة.
من الجميل أن نساعد في إظهار ما يملكه من حولنا من قدرات تجعل منهم فئة النخبة وكلنا نخبة.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid
التصنيف: