محمد معروف الشيباني

وقع المحذور في مصر. تساقط عشرات القتلى. سالت دماء الأطراف. تَوغّلتْ الضغائنُ في النفوس. وستتلوها تصفية الحسابات. وتعقبُها ثاراتُ الأطراف لدمائها. ثم تَلِجُ أعرقُ دول العرب ديمقراطيةً وبرلماناتٍ نفقاً كالح السواد، لا رشد فيه ولا هُدى، لا أمانَ ولا إستقرار، لا بناءَ ولا عدل. ما تغنّى به ثوار الأمس من (حرية التظاهر السلمي) أصبح بلغة اليوم جريمةً وتحريضاً. وعود قياداتِ كل فصائل الثورة يومَها باحترام كلمة الشعب أضحى استئثاراً بالسلطة لكل من وصل إليها أو قاربها. ما قالوا إنها (حضارةُ نِيلِ آلافِ السنين) بات فَرعنةً لمن استقوى. والموجع أن لكل فريقٍ من مُتعادي اليوم رفاقِ ثورةِ أمس مرددين عكسِ شعاراتهم أمس. الجميع نقض غَزْلَه أنكاثاً. وسينقضونه غداً أُخرى لمن يتسلّطُ أو يدفع. الحقيقةُ الموحشةُ في دولِ خريفِ العرب أن أنظمةَ الاستبداد كانت تاجاً على رؤوس الشعوب لا يراه إلّا ثُوّار اليوم.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *