عشقته صغيرة، وطربت على كلماته في مراحل حياتي منذ المراهقة إلى الشباب، ثم أكملت وأنا أتعلم من مسيرته الكثير والكثير، كنت أردد كلماته في فرح المراهقين، لم تتغير أحاسيسي الآن ، فما زلت أشعر بشعور فتاة في بدايات نضوجها، تلمع عيناها وتسرح في فضاء المكان وينساب صوتها رقة وعذوبة وهي تقول:

” ها أنذا أصحو من حلمي بكِ ..في أول ساعات النوم العذبة..

حين تتنفس الرياح برفق.. وتلمع النجوم بشدة..
الينابيع تمتزج بالنهر و الأنهار بالمحيط ..

ورياح السماء في امتزاج دائم..
في نشوة حلوة..
ليس ثمة شيء وحيد في هذا العالم ..

هذه سُنّة الخالق..
لماذا لا يمتزج روحانا؟
عندما يتحطم المصباح ..يموت الضوء في الفتيل..
وعندما تتبعثر السحابة..تزول روعة قوس قزح..

وعندما يتحطم العود..تضيع ذكريات اللحون..
وعندما تنطق الشفاه..تتلاشى الكلمات التي نحبها..
تنام الأرض في أذرع المحيط..

ويحلمان معاً..
بالأمواج والسحب والغابات والصخور..
كل تلك الأشياء التي نراها في ابتسامتيهما.. ونسميها الحقيقة “..

مرت العديد من السنوات على أول مرة قرأت فيها ذلك البوح من (مائة ورقة ورد) وقد كانت من أولى الكتب قراءة لي.

في ذاك الزمان كانت بنات جيلي يسألنني.. من هذا..؟ فأشعر بنشوة الفخر، بأنني الوحيدة التي تهتم بجميل المعاني.. وتقرأ لنخبة الكتّاب، ولم أكن أدرك أن في غير محيطي من حفظنا منه وترك في نفوسهم مثلما في نفسي، لتمر الأيام ويواري جثمانه التراب، ويبقى صوت كلماته يصدح في أرجاء الأرض، والجميل أن يتكرر اسمه على أفواه الأجيال الجديدة، لأسمعه في محافل عدة بكلمات أصبحت مأثورة ليصبح منهل ليس للأدب فقط.. بل للأدب والإدارة والمنطق وأيضاً الأخلاق: ” الوطن هو رغيف الخبز و السقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة “.

لا أحتاج لأسماء مشاهير الغرب حتى أعلم أبنائي كيف يصبحون أشخاصاً رائعين، فلدي في مراجع العرب نوابغ تستحق أن تقدر.
أقولها بكل فخر أنه ممن تعلمت منهم أن أحسن صياغة الكلمات، وأن أكون إدارية جيدة، وأن أعامل الناس بكريم الخلق.. نعم أنا إحدى تلاميذ “الدكتور غازي القصيبي” وكم تمنيت أن أراه قبل الموت يتوفاه.
للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *