إيمان يحيى باجنيد

حوار دار بيني وبين شاب صغير ، عندما أخبرته أن ابنة صديقتي والتي كان يراها تلهو مع بناتي من زمن قريب أمامه ستتزوج، فنظر نحوي متعجباً
– لساعها صغيرة
– عدت العشرين
نظر إلى معاتباً وكأنه يقول لي “أصبحتي تفكرين مثلهم”
– إيش علاقة عمرها العشريني بعقلها.. أنا أقول صغيرة عالمسؤولية
ابتسمت له ابتسامة مشاكسة
– من أي كوكب أتيت يا فتى
هل في اعتقادكم انتهى حواره عند هذا الحد.! بالطبع لا، فقد استمر وهو يحاول حثي على نصح صديقتي ولفت انتباهها.. بما ستفعلة في حق ابنتها، ولم يتوقف إلى أن قلت له:
– طيب جاوبني لو الأمر كان في يدك إيش كنت حتسوي
– ما حأزوجها إلين أشعر بقوتها وإنها أمتلكت أسلحتها..
كانت ابتسامتي هذه المرة ابتسامة المتفائل، بأب يعرف كيف ينشأ فتياته.

لعلنا وضعنا أنفسنا في قالب محدد، فأصبحنا نفكر للوهلة الأولى وكأننا تبرمجنا على جهاز واحد، وبعد قليل يعود كل واحد منا لعقله ولما نشأ عليه، وفقاً للمحيط الذي احتواه منذ الصغر

لم أستنكر في بادئ الأمر فعل صديقتي، لأني نظرت له بعيني المقولبة، وبالتالي كان استقبالي له برضا، ولساني حالي يقول “عقبال باقي البنات” لم أصنف حينها هل باقي البنات استعدين لهذه المرحلة أم أنها “زواجة والسلام”

قبل عقدين أو ثلاثة من الزمن.. كان سؤال الأسرة التي تقدم شاب لخطبة ابنتها عنه.. هل هو مدخن، هل يؤدي صلواته، وهل لديه وظيفة ثابتة؟.. لم تختفي هذه الأسئلة ولا أنكر أهميتها، لكنها ليست بالقدر الكافي في هذا الوقت، ومع سرعة النضوج التي نشهدها في شبابنا وبناتنا..

مهم أن نكون على درجة من الوعي بقيمة تلك الفتاة، التي تجاوزت قدراتها فن الطبخ، وإصلاح ما تلف من الملابس، وترتيب البيت، وأن لا نكون من الفئة المقولبة، إن أظهرت لهم بعض القوة اتهموها بالتمرد.. يعجبون برجاحة عقلها وسعة تفكيرها لأنها لا تخصهم، فهم ينظرون لمن تخصه بعين الشفقة ويدعون له بظهر الغيب.. لم يعلموا أن هناك من يدعو لساكنات ديارهم جهراً.
إن كنت تريدها عوناً لك فلتدرك أن التعاون يحتاج طرفين متكافئين.
للتواصل .. تويتر- فيس بوك eman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *