قناتا القرآن والسُنَّة وعنصر التطوير

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

أعود للحديث مرة أخرى ونحن بفضل من الله تجاوزناعامين على بدء بث قناتي القرآن الكريم والسُنَّة النبوية ضمن باقة وزارة الإعلام السعودية جزى الله القائمين عليها خير الجزاء، حيث تبثُ قناة القرآن الكريم إرسالها من مكة المكرمة ومن الحرم المكي الشريف مباشرة على مدار أربع وعشرين ساعة، وكذلك هو الحال لقناة السُنَّة النبوية من المدينة المنورة من المسجد النبوي الشريف، وقد أحسنت وزارة الإعلام على تسميتها بذلك تيمناً بتوجيهات وتسمية خادم الحرمين الشريفين الملك / عبدالله بن عبدالعزيز \” حفظة الله \” والحقيقة أنها وفقت في ذلك كثيراً
ولا شك أن هاتين القناتين تترجمان مفاهيم (تلفزيون الواقع ) في أجمل صوره وأسمى تجلياته ليُعايش المسلمون في جميع أقطار العالم الحرمين الشريفين على مدار الساعة وما يُرافق ذلك من مشاعر روحانية خلَّاقة وسعادة لدى كل مُسلم تعلَّق قلبه بالحرمين عن بُعد أن يعايش ذلك واقعاً محسوساً بهذا النقل المباشر وكأنه بين جنباتهما الطاهرة.
والمتابع لتلك الفترة التي مضت من عمر هاتين القناتين وكما ذكرت في مقالة سابقة يجد أنها وقفت على حال كاميرات متحركة جامدة تتطلَّب شيئاً من الدعم الفكري الذي يُسهم في التفاعل الذي يُقدم خدمة لقاصدي الحرمين الشريفين عن بُعد، فما تتركه هاتان القناتان من بوح روحاني هو في المقام الأول دعوي وتوعوي وتربوي لا شك أنه يؤثر في نفوس المشاهدين ويُداعب أحلام من يتابع فيفكر في الحج أو العمرة أو الزيارة ومثل هؤلاء بعد أن شاهدوا الحرمين صوتاً وصورة يحتاجون إلى مواد تثقيفية تكون نقلة لهذا المشروع الإعلامي الجبَّار إلى ما هو أعم وأشمل، فلا بد من وجود برامج حيَّة مساندة كبرامج تعريفية بالحرمين الشريفين لمن هو قادم لأول مرة أو حتى لعدة مرات لأن الحرمين الشريفين يعتبران مدينتين متكاملتين يواكبان تجديد وتطوير مستمر إذ لا تألو حكومة خادم الحرمين الشريفين من بذل قصارى الجهد مادياً ومعنوياً من مشاريع خدمية سواء في التوسعة أوفي الإعداد لكل موسم بما هو جديد يصب في خدمة زوار بيت الله ومسجد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .
وما ذلك الاهتمام إلا امتداد طبيعي لما بذلته الدولة من عهد المؤسس \” رحمة الله عليه \” مروراً بأبنائه البررة الملوك (سعود – فيصل – خالد – فهد) \” رحمهم الله \”، إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمين \” حفظهم الله \”، إذ يجب على وزارة الإعلام أو أي جهة يعنيها الأمر أن تُعد برامج وثائقية متجددة عن مداخل الحرمين الشريفين وكل ما يسهل على الحاج أو المعتمر أو الزائر أداء مناسكهم بيسر وسهولة لأن معظم هذه الإمكانيات المهولة التي توفرها الدولة تغيب في ظل عدم وجود إعلام مواكب على مدار الساعة، فهذه فرصة أن تقدم البرامج عبر هاتين القناتين ليشاهدها المسلم وهو في داره وبلده مهيأ لأن يستقبل أي تنوير أوتوجيه بارتياح تام مما يساعده حين القدوم على أداء نسكه بيسر وسهولة دون عناء أوتوهان، كما أرى أن تقدم برامج عن مجالس دروس الحرمين الشريفين بعد ترجمتها بعدة لغات وأن تقدم لشغل الفراغ اليومي على مدار الساعة بما يشد المشاهد للمتابعة وتركيز فكره على معلومات تكون مساعدة لما يراه في الصورة، ويكون ذلك وفق المناسبات فمن بداية شهر صفر حتى نهاية شهر رمضان المبارك تخصص تلك الدروس عن العمرة والزيارة ومسائل العقيدة وما يقوي زاد المسلم ومن بداية شهر شوال حتى نهاية موسم الحج تخصص تلك الدروس عن الحج ومناسكه، وبذلك نكون قد قدمنا للعالم قناتين عالميتين تستحقان أن تكونا قناتين لكل مسلم .
أيضاً من الملاحظات المهمة وبالذات في الحرم المكي الشريف نتمنى أن تخصص التلاوات لأئمة الحرم المكي الشريف قديماً وحديثاً وتكون حصراً عليهم وذلك لكي تكون الرسالة منبعثة من الحرم المكي الشريف مائة بالمائة سيما أن أئمة الحرم يلقون إقبالاً منقطع النظير من قِبَل كافة المسلمين في أنحاء المعمورة لأنه في الغالب يكون لهم ذكريات جميلة تذكرهم بالحرم المكي الشريف، أما بالنسبة لقناة السيرة النبوية فأتمنى أن يستعين القائمون على هذه القناة بأساتذة الجامعة الإسلامية بالذات أساتذه السيرة النبوية والحديث الشريف ليثروا برامج أيضاً تكون متنوعة وجذَّابة وذات بصمة خاصة بالحرم النبوي الشريف هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *