قلوب (فالصو..) متنكرة في ألماس
راح زمان الطيبيين..ومن هم أولئك الطيبون الذين رحل زمانهم.؟
هل هم من داهمتهم الحضارة، وأسدلت عليهم ستار التأّخر، فأصبحوا في منطقة الكواليس يرقبون ما يحصل، دون أن يجرؤ من بينهم من يبادر بإدارة العرض المسرحي كبطل، أو كمخرج.؟
أم هم من حافظوا على ما يملكون من نقاء قلب، ونظافة سريرة، وعاملوا الناس على سجيتهم.؟
إن كنا نقصد الطيبين بالأخيرة، فهم ليسوا حصراً على الزمن الماضي، بل هناك في ذاك الزمان من يمكننا أن نعزلهم ونستبدلهم بأفراد من هذا الزمان، لنقول وقتها: فعلاً لازال زمان الطيبين بخير..
كيف تعيش بينهم وأنت لاتزال تتعامل بنيتك السليمة، وقلبك المخلص، وعقلك المنفتح على الآخرين، فلا ينالك بعد كل هذا إلا وسام البلاهة أو السذاجة فقط ؛ لأنك اتبعت طريقا لا يفقهونه، وأنك آمنت بالسير على نهج قوله تعالى: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”.؟
كيف استطعت وأنت لا تمتلك لؤم مشاعرهم المتلونة وفقاً للظروف والحاجة.؟
كيف تمكنت من الصمود وأنت ترى ابتسامات مزيفة تخبرك ملامحها أنك قريباً ستزاح من الطريق، فالمكان لا يسع البسطاء.؟
نعم أنت مختلف، وهم يدركون اختلافك، لذلك تضافروا عليك خوفاً لا قوة..
ليتنا وفي خضّم ثورة الدورات التدريبية نحصل على واحدة تعلمنا مهارات التعايش مع المتحولين، خاصة ونحن على علم بأنهم يشكلون نسبة لا بأس بها ممن حولنا، بل قد يكونون شديدي القرب إلى درجة أنك وأثناء جلوسك في مكتبك هذا الصباح، ألقى أحدهم عليك السلام، ثم وضع أغراضه الشخصية على المكتب المقابل لك بعد أن أهداك واحدة من تلك الابتسامات.
سامحهم الله.. من علمونا أن أساس الحوكمة هو العمل بشفافية عالية حتى نصل للتوازن عن طريق تحقيق العدالة ومكافحة الفساد، إلا أنهم لم يعلمونا كيف لنا أن نحقق تلك الحوكمة على نفوس البشر؛ لنستخلص منها ماهو جدير بالاقتناء من ذلك التقليد (الفالصو).
هناك عبارة في الاقتصاد تقول :” أنا لست غنياً لأشتري الرخيص” وكذلك أنا.. لا أملك الوقت لأضيعه في علاقات مع الهوامش، بل سأستثمره في العفو ثم الإعراض عنهم فأنا مشغولة جداً بتحقيق حلمي.
للتواصل على تويتر، وفيس بوك eman yahya bajunaid
التصنيف: