في رحاب الحرم المكي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]تهاني سعيد الحضرمي [/COLOR][/ALIGN]
عندما اخترت عنوان هذا المقال توقفت برهة على عتبة الزمن حين كانت معلمة اللغة العربية في الصف الرابع الابتدائي تطلب منا كتابة موضوع في مادة التعبير بعد قضاء الإجازة الصيفية على أن تشرح كاتبة لموضوع مشاعرها عند قيامها بالنزهة إلى الحديقة أو تصف تفاصيل رحلتها الجميلة مع العائلة الكريمة إلى البحر !!
تذكرت ذلك وأنا أدون بعض الملاحظات التي أثارت غيظي بعد زيارتي الأخيرة إلى الحرم المكي الشريف برفقة أخي الذي كان في أمس الحاجة إلى تواجدي جانبه إثر عارض سيكولوجي ألّم به !!
وتبدأ القصة بعد صلاة المغرب ذات يوم من أيام الأسبوع ما قبل الماضي حيث ذهبت وإياه – أي أخي – من أجل الطواف وما أن رأينا الكعبة المشرفة وأردنا الاتجاه نحوها وكلانا يمسك بيد الآخر !! إلا وبدأ حائط السد البشري بتوجيه كلمات وكأنها مسجلة على ألسنتهم فقد حفظتها من كثرة تكرارها سواء من الذكور أو الإناث الذين يعملون هناك وفي الحقيقة لا أعلم طبيعة عملهم لكن المهم أنهم كانوا يرددونها على مسامعنا عند كل مخرج نحاول من خلاله الوصول إلى ساحة الحرم ( أنت من هنا والأهل من هناك ) !! وقد أخذنا دورة كاملة حول الكعبة ونحن نستمع إلى تلك الجملة دون أن تطأ أقدامنا المطاف !!
بمعنى أنه لم يُسمح لكلانا بالوصول إلى منطقة الطواف عبر المسار نفسه ولا أعلم ما السبب في ذلك ؟ طبعاً ضاع الوقت ونحن ما زلنا نحاول أن نجد منفذ نستطيع من خلاله أن ننطلق نحو الطواف ولكن دون جدوى !! وحان وقت أذان العشاء دون أن نطوف أو حتى نصلي ركعتين تحية المسجد مما اضطرني وأخي بأن نفترش طريق المارة بالقرب من أماكن شرب زمزم من أجل أن نظل معا فقد كنا بحاجة ماسة بأن نبقى سوياً !! والسؤال الذي يطرح نفسه ما الحكمة من أن يكون مسار الوصول إلى الطواف مختلف ؟؟ ويا ترى هذه التعليمات سارية المفعول على كل رجل وامرأة يمسك أحدهما بيد الآخر ؟؟ وإن كانت كذلك فكيف بالغرباء عن البلاد أن يتصرفوا في مثل هذه المواقف وبالأخص لغير الناطقين بالعربية وكبار السن الذين يخشون البقاء بعيداً عن ذويهم و…… و…… و……. الخ
يكفي أننا نرى النساء وهن يُمنعن من الصلاة في الساحة حتى ركعتي الطواف تؤدى بدون تأني من كثرة ما تأتي إلى مسامعهن (قومي من هنا يا حاجة صلاة النساء في الداخل ) إن هناك مسائل ملحة تحتاج إلى مرونة في التعامل أكثر ما تحتاج إلى الالتزام بتطبيق الأوامر إننا في بيت الله الحرام وما جئنا إليه سوى طاعة لله وبحثاً عن رضاه .
قطر:
كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي ، فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك برأيك \”فولتير\”.
العنوان البريدي : مكة المكرمة
ص. ب 30274
الرمز البريدي : 21955
البريد الالكتروني [email protected]
التصنيف: