فول .. تميس ..جبنة بلدي ..

زين امين

عزيزي القارئ ..موضوعنا اليوم لا يحتاج إلى فزلكة لغوية ولا إلى صياغة جواهرجية .. الموضوع وما فيه هو مناقشة محلات بيع الفول والتميس. وهي الأكلة الشعبية لكل الطبقات في بلدي دون استثناء .. اغنياء وفقراء ..والظريف في الامر ايضا ان كل الطبقات تقف اما امام محلات بيع الفول والتميس وتشتري منه كي نزين موائدنا به صباحا ومساءً .. وهي اكلة شعبية زهيدة الثمن ولكننا نتفاخر بها وفي اختياراتنا لها من محلات معينة وكل منا له تتبيلته الخاصة به ليأكلها .. بل وخلال شهر رمضان نتسابق لشرائها بعد صلاة الظهر احيانا حرصا لعدم نفاذها .. بل واحيانا يصل بنا الامر للخناقات والمضاربات والاشتباك بالايدي كي لا يفوتنا الطابور ..
ولكن مايؤلمني ان هذه الصناعة او المهنة ومحلاتها لم تأخذ حقها من التطوير والمراقبة الصحية المطلوبة بل ازعم انها اصبحت تشكل بؤرا صحية خطيرة وبالذات من خلال انتاج التميس وبيعه ..؟! واسمحوا لي ان اصف لكم ما رأيت بالأمس القريب مساءً.
ذهبت لاشتري فولا وتميسا ..وصلت المحل قبل انتهاء صلاة العشاء بدقائق وبالطبع وجدت المحل مفتوحا ولكن الانوار مطفأة.. واكوام من اقراص التميس معدة مسبقا وموضوعة امام المحل علي طاولة رثة ومكشوفة ..واثناء انتظاري رأيت فأرا يجري داخل المحل ..كيف لا ومحلات الفول تفتح الابواب علي مصراعيها فتسمح بدخول الفئران والقطط من الشوارع الي داخل المحلات.
واعود لاكمل ..وفجأة تجمعت اعداد كبيرة من الاهالي وسائقي العائلات لشراء التميس والفول .. وشاهدت احدهم يمسح عرق جبينه بكفه ثم يقلب اكوام التميس ليختار منها .. وآخر يبصق علي الارض ويمسح فمه بكفه ثم يفر اقراص التميس ليأخذ منها الافضل .. وثالث دالع قميصه ..واخذ يداعب شعر صدره ثم يمسك باقراص التميس ..هذا الي جانب كرتون تالف وضع تحت الطاولة بداخله تشكيلة من الورق وقصاصات الكراتين المقوي كي نضع عليها التميس لحمله او نقله الي السيارة ..؟!
اما الامر الاخر .. فهو الثياب الرثة للعاملين في تلك المخابز نتيجة الحرارة امام الافران والتعرق يتصبب من وجوههم اثناء العجن وفرد التميس ووضعه داخل الفرن .. والامر الثاني ..هو بائع الفول الذي يغرف رشات الملح والكمون باصابع يديه علي الفول بعد صبه في اكياس بلاستيكية محظور استعمالها ..
يا سادة ..هناك امور اخري يجب علي الاجهزة المختصة في البلديات والرقابة الصحية ان تفرض شروطها ورقابتها علي محلات بيع الدجاج الشواية والتي يمكن ان تتسبب في حالات التسمم البكتيري من السالمونيلا .. كما يجب منع بيع الجبن البلدي الحلو المصنوع بطرق بدائية وغير مبستر ..حيث ان تلك المنتجات من الاجبان والالبان تحمل بيكتيريا البروسيللا..والتي تنتقل من الحيوان الي الانسان وتتسبب في اصابته بمرض الحمي المالطية وهو مرض شديد الخطورة والوطأة ويصعب اكتشافه ويطول علاجه .. .
وأتساءل لماذا تتهاون اجهزة الرقابة الصحية في البلديات وغيرها من الاجهزة المختصة مع الباعة الجائلين المتمركزين في اماكن محددة يعرفها القاصي والداني كي يبيعوا منتجاتهم من الاجبان والالبان غير المبسترة ..
والسؤال الكبير والمهم هو من يحاسب الاجهزة الرقابية التي تفشل او تقصر في اداء مهامها ..؟! هل من مجيب ..
ان العالم يتغير .. ولكن لازلنا في حاجة الي التغيير الجذري في طريقة التعامل مع صحة الغذاء السليم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *