قرأت قبل يومين مقالاً للشاعر المصري الكبير الاستاذ فاروق جويدة بعنوان “من أفسد الاعلام المصري” نشره في جريدة الاهرام تلك الجريدة الأم للصحف المصرية والتي كان يتسابق الكتاب الى ان يصلوا اليها، فاذا هي اليوم يكتب على صفحاتها لم لم نسمع به من قبل، والي لا يعرف من الكتابة الصحفية سوى ان يجرد قلمه في سب وشتم كل من يختلف معهن فرأيت شاعرنا الكبير يبدأ مقاله بحكم فيقول: (الاعلام المصري تجاوز كل الحدود واصبح مثل دولة داخل الدولة، وكل اعلامي يجلس الآن على منصة من ملايين الجنيهات، التي تكدست في حسابه، وتصور نفسه معلماً ومؤرخاً وزعيماً يلقي الاتهامات بأحط الالفاظ وأسوأ الكلمات) فاذا بي استحضر جل الصحف الخاصة في مصر والقنوات الفضائية الخاصة، في هذه الفترة وما كنا نسمع عليها من ألفاظ متدنية وشتائم، بل ان جله لا يستخدم الا اسوأ العبارات، ولا تزال احدى هذه القنوات لرجل اعمال معروف يظهر عليها من يدعي انه اعلامي، وهو لا يجيد حتى اللغة العربية، ولا يستخدم في برنامجه سوى العامية، وله عداء لبلادنا لا ادرك كنهه، منذ سقوط حكومة الاخوان في مصر وهو متخصص في الاساءة الينا رغم انه وغيره ممن ظهروا اما في فترة حكم الاخوان او قبله بقليل ايام ما سمي ثورة 25 يناير ولم يكونوا معروفين في الساحة الاعلامية صحافة واذاعة وتلفزيون لكنهم اليوم المسيطرون على الاعلام كله وصدق شاعرنا الكبير حين يقول: (ان الاعلام المصري الآن اصبح شوكة في ظهر المجتمع المصري، وهو يتلقى كل يوم التعليمات بالكلمات والالفاظ والشتائم كل اعلامي الآن يجلس امام الكاميرا وخلفه ملقن يصنع الصموم على لسانه، وبقدر ما يأخذ بقدر ما يندفع ويصول ويجول)، والاعلام اذا كان موجهاً يفقد مصداقيته ولاشك، وبعد ما مرت ببلدانا العربية خلال هذه السنوات الخمس من الفوضى التي شاعت في كثير من اقطارنا، وضربت مع الفوضى اخلاق متدنية في مجالات شتى، ومنها الاعلام الذي لم يسلم من هذه الفوضى، واصبح الاعلامي سلعة في سوق يباع بقدر من المال يجعله يخدم من يقدم له هذا المال، وفي مصر بعد شيوع قضية الجزيرتين السعوديتين، بدأ بعض هؤلاء الذين يبيعون ما يكتبون وما يقدمون خلال برامنجهم في الفضائيات يدجرأون على شتم بلادنا والاساءة اليها ويجب ان تفتح العيون عليهم، ونعرفهم باشخاصهم، حتى لا يتسربوا بعد الى بلادنا، وان يعلم هؤلاء الاقزام ان حقوقنا سنستردها باذن الله ولن يخسر سواهم، ودوما اصحاب الباطل يخسرون، لان الله وعدنا انه يزهق باطلهم، واما اخواننا المصريون الطيبون، والذين نحمل لهم الود ونحتضنهم ويحتضنوننا عبر السلام، فستبقى صلاتهم بنا قائمة، فمصر والسعودية دولتان شقيقتان علاقتهما ضاربة في عمق التاريخ، واما الفاسدون فسيرحلون عن ارضها حتماً فلا مكان لهم فيها، وابوابنا ستظل مفتوحة لكل مواطن مصري شريف يعرف قدر بلادنا ويهمه التواصل معنا، وهو مرحب به فيها على الدوام، ونحن ومصر كنا دوماً درءاً لامة العرب، على مرّ الزمان، وقفنا مع بعضنا في جميع الاوقات الصعبة فلا خوف على علاقتنا أبداً من امثال هؤلاء الاقزام، وسيندمون عما قريب، فهو ما نرجوه والله ولي التوفيق.

ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *