إن من أصعب التعابير، التي يمكن أن تؤثر في المستمع.. عندما يقول شخص ما: ” أنا أكره فلاناً “، حتى لوكنت تعرف ذاك الفلان أو لا تعرفه فالحالة نفسها داخل قلبك، لأن القلب لا يحتمل كثيراً المشاعر السلبية التي قد تجتاحه نتيجة لموقف تعرض له صاحبه..

جميل أن نبني مودة بيننا، وبين من حولنا من البشر، لكن قد لا تتوفر تلك المودة لأي عائق كان، قد يكون العائق سببه أنا وليس الطرف الآخر، فتوقعاتنا في بعض الأحيان تخذلنا، وتجعلنا نبني آمالاً وتصورات لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، لأن الناظر إليها من أفق أبعد.. يعلم أنها لا تنطبق، ولكن إنسانيتنا وشعورنا بأننا بخير والجميع بخير.. يجعلنا نرفع سقف توقعاتنا إلى الاعلى، فيصطدم ويقع مغشيا عليه.

ليس بالضرورة أن يحبك الجميع، فمقياس الحب يختلف من شخص لآخر، ولا تبنى العلاقات بين الناس فقط على من نحب ومن نكره، فلو كان الأمر كذلك لانقسمت الكورة الأرضية إلى نصفين، فئة المحبوبين وفئة المبغوضين، ولتجمّهرت كل فئة مع من ينتسب إليها، وقُطّعت العلاقات وانعزل العالم عن بعضه.

لا يهم أن تحبني أو لا تحبني.. وليس مفروضا عليّ أن أسعى جاهدة؛ لأنال ذاك الحب، فليست العلاقة التي تربطني بك سوى علاقة فرضتها الظروف الاجتماعية أو الوظيفية أو المكانية، وبالتالي بمجرد انقضاء تلك الظروف.. سيصبح كل واحد منّا في جانب آخر من الكون. ولكن على الأقل ” لا تشخصن ” تلك العلاقة وتتبع هوالك، وانظر لي بعين العدل والحكمة، وخذ مني ما ينفعك وأترك ما لا ينفعك لي.. فغيرك ينتظره، ودعنا نعمل ونعيش في سلام، ذلك السلام الذي تدعيه كل الأطراف التي لا تفهم معنى السلام.. فإن غالبتك رغبتك في الوقوف على منطقة الكره لديك نحوي.. فخذ جانباً من الطريق، ودعني أعبر ” إني أقرئك السلام ”
للتواصل على تويتر، وفيس بوكeman yahya bajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *