عُمة حلبي.. وبنطلون الخواجة
إيمان يحيى باجنيد
يقولون دائما لكل مقام مقال. ولم يوضح أحدهم ما هو ذلك المقال المتناسب مع المقام، ربما لأننا لم نفهم بعد كيف تحسب المقامات.. أصبحت وجهات النظر تتفاوت بيني وبينك.. تقبلك لأمر ما ليس بالضرورة أن يتوافق مع تقبلي له، والعكس صحيح.
لكن الغريب في الأمر أننا نتقبل أن نأخذ الحكمة (من أفواه المجانين).. أو الجاهلين، حتى لا نظلم المجانين بقولنا هذا.. بل نتبعها ونعتبرها من المسّلمات، فمنصات الخطاب اعتلاها الكثيرون ممن يجهلون كيف تفتح أجهزة “المايكروفون”.. الأمر ليس بتلك الصعوبة، إقرأ من هذا الكتاب، وأضف عليه من ذاك، وأملأ مكتبتك بأحدث القراءات، واحفظ مجموعة من أسماء الكتاّب والروائيين والفلاسفة، ثم اجعل لنفسك مكاناً في التواصل الاجتماعي، هنا تغريدة وهناك “سنابة” ولا مانع من مدونة تجمع شتاتك الذي جمعته من جهد الآخرين، ثم أبدأ بعدها في حصد أعداد المتابعين المخدوعين في سيادة النابغة الموقر، لتمتلئ صفحتك برموز الورود والقلوب والوجوه السعيدة.
صيحة جديدة، كأي صيحة قبلها تأخذ وقتها ثم ترحل مع أصحابها، ولا يبقى إلا من يستحق البقاء، ليس لأن البقاء للأقوى كما يفعل قانون الغاب، بل للأفضل، ففي آخر الأمر ما زلنا نحمل ذائقة تنبئنا بالفرق بين حلو الكلام وحنضله..
(لو اتفقت الأذواق لبارت السلع)، حقيقة لا نستطيع تجاهلها، بشرط أن تبقى تلك السلع ضمن إطار الذوق العام، فمن المؤكد أننا نتفق على أن ارتداء عُمة حلبي مع بنطلون جينز لم يصبح أمراً مستساغاً، أو لم تألفه العين بعد..
إلا أنها فكرة ممكن أن تخطر في بال أحدهم، فتصبح موضة كسابقاتها ثم نعتاد عليها..لم لا؟! نحن اليوم في زمن اختلفت فيه حتى مقاييس الجمال، فلم تعد “سنوايت” ببياض بشرتها وسواد شعرها هي جميلة المرآة السحرية.. ربما “سنوايت” هذا العصر نجدها مستلقية على الشاطئ لتكتسب سمار البحر، وقد صبغت أطراف شعرها بالأزرق أو الأخضر، حتى تستمر جميلة المرآة السحرية للعصر الجديد.
إن لم يعد سواد الشعر من علامات الجمال الذي يتغنى به الشعراء.! إذا سنرى قريبا عُمة حلبي على بنطلون الخواجة.
للتواصل مع الكاتبة
فيس بوك -تويترemanyahyabajunaid
التصنيف: