عودة الطمأنينة بالقرارات الملكية

• عبدالله فراج الشريف

حينما يتلمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، شؤون رعيته، ويعيد لهم الطمأنينة بقرارات حاسمة تعيد إليهم الأمل في مستقبل آمن وتأتي أوامره الملكية صريحة ألا يمس من دخل الموظفين، وهم الفئة الوحيدة التي تعتمد دخولهم على مرئياتهم فقط وما يضاف اليها من بدلات، ويعتريها النقص في زمن فيه الدخول تتآكل بفعل ارتفاع الاسعار وما يلحقه من التضخم فان ذلك يعني ان هذه المرئيات ستصبح لا تفي بضروراتهم الحياتية قبل كمالياتها، وحينما رؤى ان تلغي من مرئياتهم بدلات ومكافآت معينة كانت تجعل لمرتباتهم قدرة على مواجهة متطلبات الحياة، لم يستمر الامر طويلا، فرأت الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – ان يعود الامر الى نصابه، وان يتمتع هؤلاء الموظفون بما كانوا يتمتعون به من قبل، أملاً في أن ما اتخذ من خطوات اقتصادية للنهوض بالبلاد كافٍ، وأن للبلاد من مدخراتها وثرواتها ما يكفي للنهوض بشؤونها الاقتصادية إذا عمل الجميع من أجل الترقي بمشاريع ذلك النهوض، واستمرار العطاء من اجل بقاء البلاد في موضوع متقدم اقتصادياً، هذا هو ما فرحت به البلاد كلها، حتى رأيت على الوجوه استبشاراً بالقرارات الملكية التي صدرت، واحس الناس بثمرتها المباشرة في عودة اوضاعهم الى الانتظام مرة اخرى، بعد ان انحرفت بما قلت به دخولهم فجأة في الفترة اليسيرة السابقة، وكنت لا تجد حديثاً بينهم يجرى دون ان يطرق ما حل بدخولهم، وما ترتب على ذلك من خلل في حياتهم، وان صبروا فلعلمهم ان خادم الحرمين الشريفين لن يرضيه ذلك، وما تعودوا سوى الطاعة لولي الامر فصبروا، حتى يأتي الله بالفرج، وهم موقنون بذلك، فكانت القرارات الاخيرة مؤكدة على ما ظنوه من خير، فالحمد لله أن من يلي أمر هذه البلاد يتلمس دوماً مصالح شعبه، ويرفع عن كاهلهم أي معاناة تعترض حياتهم، ودوماً كنا نقول ان الصبر لاشك يتلوه الفرج، فالله قد جعل مع العسر يسرين كما نص في كتابه، فكل عسر بحمد الله يتلوه يسران ومن تتبع ذلك في حياته وهو مؤمن بذلك سيشعر به لا محالة، والحمد لله الذي يلهم عباده الصبر ثم لا يحرمهم من ثواب ذلك حينما يقدر لهم اليسر اذا أصابهم العسر وما اجمل ان تعود الحياة الى طبيعتها بعد ان صبر العبد على ما اعترضها من عسر واختلال، فالله رحيم بعباده ييسر لهم عسير امرهم ما آمنوا وصبروا على اقداره والله الموفق الى كل خير.
(وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) فحرّم الله علينا أن نقدس العلماء ونتبع ما يقولون دون ان نعلم ان ما يقولونه حقاً، فعندنا ان العالم لا يشرع أحكاماً، وانما يجتهد لكشف حكم الله الوارد بالنص لا أكثر، أما ان تؤدي فتواه الى حل ما حرم الله، او تحريم ما احل الله فهذا امر مردود عليه لا يقبل منه، فديننا لا يعرف الكهنوت، وان ما يفرضه الآباء والرهبان هو الدين، ولكن هذا ايضا لا يعني الاجحاف بحق العلماء الذي يتبعون ما أنزل الله ولا يحكمون بغير الدليل، وغايتهم ان يعلم الناس دينهم دون شطط، فالحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه مما عفا الله عنه فلا تتكلفوه، كما جاء في الحديث، وعصرنا وللأسف ملأته الدعاوى الباطلة، فمن غلاة يرون ان المسلم لا يكون مسلماً الا إذا آمن بما يقولون، ومتحللون من احكام الدين لا يقبلون من احد أن يقول لما حرم الله انه الحرام، ولا خير فينا ما لم نتبع الحق ونتبين دين الله الوسط الذي شرعه لنا، فلنسع اخواننا جادين لمعرفة الحق وان ننبذ الباطل ما استطعنا، فهذا ما يرضي ربنا عز وجل وهو ما اليه يهدي هذا الدين وبالله التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *