أ. د بكر بن عمر العمري

يقول الله تعالى: (هل انبئكم بالاخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). لقد جاءت التصريحات الايرانية بإرسال عشرة الاف جندي ايراني الى كل من اليمن والعراق وسوريا تدق نواقيس الخطر على أمن المنطقة بينما تلك الرسالة الايرانية تعكس إرهاب الدولة لأنها تسعى لإحداث الفرقة بين الدول العربية.

ففي الوقت الذي تواصل المملكة ودول الخليج دورها التاريخي تجاه محاربة الارهاب الايراني لوقف شلال الدماء المتفجر في اليمن والعراق وسوريا بسياسة تتسم بالقوة والفاعلية في كل المجالات فانها لا تهدأ ولا تتوقف عن كل حل سياسي ودبلوماسي فردي وجماعي من شأنه اعطاء شعوب المنطقة السلام والامن والاستقرار.

ففي الايام الماضية عُقدت اجتماعات في جدة بين وزير الخارجية الامريكية والبريطانية ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي والوفد الرسمي والتي عكست رغبة المؤتمرين لمواجهة الارهاب الايراني فنحن جميعا نعرف التوجيهات الخليجية وندرك امانيهم وقدرتها على العقل والتأثير وقد اثبت بيان الاجتماع بجدة ان تحرك الدول الخليجية دائما صوب محاربة الارهاب ومواجهة مرتكبيه وصانعيه.

ووسط هذا الجهد الكبير لدول مجلس التعاون الخليجي تواصل ايران بمناوراتها على حساب العالم العربي في منطقة اليمن والعراق وسوريا على حساب دماء واشلاء واطفالها وفي اطار هذا الاسلوب الايراني في اثارة الفتن بين الشعوب والدول فان الحديث عن الفتنة وناشريها أنها تعني المخادعة والمخاتلة كما جاء في قوله تعالى : “سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا” .

واذا نظرنا الى الدور الذي تحاول ان تلعبه ايران في الازمة اليمنية خاصة والمنطقة العربية عامة فستجد انه ينطبق عليه ما ورد في حديث القرآن عن الفتن وناشريها للأسف فان قادة ايران لا يقرأون ما ورد في القرآن عن ناشري الفتنة (الارهاب) وعقاب الله لهم، أعتقد ان ما نسمعه من تصريحات ايرانية عن مخططات ومناورات ارهابية في صور مختلفة حرق السفارة السعودية في طهران ومحاولة قتل سفراء في واشنطن وبغداد ولبنان أمر لا يبشر بالخير، وان هذا السلوك الارهابي الايراني انما هو تعبير عن ايران وساستها يعيشون في اطار ما يطلق عليه (عقل في أزمة).

بكل الوضوح والحسم ان المملكة ومعها دول مجلس التعاون الخليجي عامة اكبر من كل المحاولات الارهابية الايرانية لان الحقيقة الازلية التي لا تحتمل التشكيك واللف والدوران والنفاق هي ان الدور السعودي والتحالف العربي يمضي في خدمة اليمن والدول العربية الاخرى، بل المجتمع الدولي هو دور لا يقبل المزايدة والنفاق من احد. فالمملكة وحلفاؤها اكبر من كل المزايدات الايرانية وغيرها.

لذلك اقول ان هناك ما يشبه الاجماع في المجتمع الدولي بأسره على اهمية الدور الذي تلعبه المملكة على نطاق المجتمع الانساني سواء عن تقديم منحة بمقدار 274 مليون دولار لبرنامج الامم المتحدة بالاضافة الى مبادرات الملك سلمان الانسانية لمساعدة الشعب اليمني في معاناته وجهود المملكة خلال المهام التي قامت بها في مساهماتها في تخفيف اعباء اللاجئين السوريين في دول الجوار.

وعلى العكس في ذلك فانه يبدو لي ان ايران مستمرة في تصنيع الارهاب فاستراتيجيتها تجاه دول الخليج هي تصدير الارهاب لتثير القلاقل والقهر والتجسس بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.

ان هوس ايران في الاستمرار في تطور أساليب الارهاب انه صادر من (عقل في ازمة) لان ظاهرة العقل في ازمة يعطي او يعكس صورة لدولة متمردة.. او المفهوم اكبر دقة خطر الدول الفاشلة.. وهذه الحالة المرضية في التفكير لاتخاذ القرارات يجعل ايران اخطر ما يهدد الامن البشري فالعقل الذي في ازمة سرعان ما تملأه العصبيات العرقية والطائفية المذهبية مما يؤدي رسم خارطة الارهاب في كل اجواء العالم.

وفي النهاية فان ما تحدثت عنه فيما سبق هو جوهر رسالة الاسلام الذي يمثل القرآن مرجعيته حيث يقول المولى عز وجل في محكم كتابه : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) فالمملكة لن تراهن على شيء رهانها على تمسكها بالقرآن الكريم والسنة النبوية.. وهذا سر احتفاظها بثقة الجميع حتى اليوم.. بل وغداً ومستقبلا إن شاء الله تعالى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *