فعلا نحن نعيش زمن يغلب عليه الكثير من وجوه الشر الذي بدأت آثاره تظهر في بقع في عالمنا المعاصر، واصل هذا الشر اعلام روج له حتى شاع في كثير من بقاع العالم شر مستطير، حينما ظهرت القاعدة في افغانستان اشتغل عليها اعلام يروج لها وينعت زعيمها بالشيخ والعالم، ويظهر شخصيات المحيطين به وكأنهم العباد الذين يريدون لامتنا خيراً ولازال من اشتغلوا بهذا الاعلام يعيشون حتى اليوم بيننا ينعتهم هذا الاعلام بانهم خبراء في الجماعات الدينية التي توصف حيناً بالجهادية وحيناً بالمتشددة، لتهوين امرها، وحتى لا يعرف الناس حقيقتها، ولا يزال بعضهم يطل علينا اليوم على قنوات فضائية تتخصص في استضافتهم، وما ان خفت ذكر هذه الجماعة القذرة حتى بدأ هذا الاعلام في الشرق والغرب يمهد الاجواء لظهور جماعة اخرى اكبر قذارة ستنشر رعباً في مجتمعات المسلمين وغير المسلمين، وهم الذين سينشئون دولة للمسلمين، فاذا “بداعش” تبرز على الوجود بصورة شديدة الرعب للعامة، ثم يطوع لها الاعلام الحديث عبر الانترنت لتنشر عليه ما تدعو اليه ولتصور رعبها وبثه عبرها حول العالم، فهذا اعلام تأسس لخدمة الشر واهله، بل قد رأينا قبل ايام على قنوات فضائية لقاء بعض رجالات هذا الارهاب الداعشي، وحديث معه وكأنه البطل، وحفلات الذبح والقتل لبني البشر له قنوات على النت تنقل صورة الى الناس ليزدادوا رعباً من هؤلاء حتى قيل ان يبلغوا بلدانهم، والقنوات الغربية لها اهتمام خاص باخبار كل جماعات الضلال هذه، تحشد اخبارهم وتلتقي من تدعي انه منشق عنهم يشرح ما يقومون به ويبرره وحتى ان قنوات فضائية عربية اغترت بذلك ومارست ما مارسته تلك القنوات الغربية، واصبحت اخبار الاشرار جزء مهم من اخبارها بل وانتقل هذا لصحف عربية كثيرة تنشر اخبارهم، وترعب الناس بذكر ما يفعلون، وبعض كتابها يصفهم بانهم المجاهدون، وجماعتهم انها دولة خلافة اسلامية، ويتردد ذلك على الالسنة، وكأن هذه الجماعة تمثل المسلمين كافة، وتقيم له دولة خلافة، وهذا الامر غير الواقعي وغير الحقيقي، مهما قيل عنه، ويظل الاعلام الدولي وللاسف يصنع مساندة للشر ويروج له، وما هذه التسريبات لما يزعم انه خطابات دبلوماسية، او هذه التسريبات لشركة بنما، والتي توزع التهم في كل اتجاه ويؤيدها الغرب، انما هي صناعة لهذا الاعلام الذي يصنع للشر منها منابر في المجتمعات الانسانية، فهو ينشر الفضائح التي وقعت او التي لم تقع اصلاً لكثير من رموز هذه المجتمعات حتى لا تبقى ثقة بين الناس، وفي الغرب صحف متخصصة لنشر الفضائح تستهدف الجميع وتنشر اخبارا عنهم، سواء اكانت صحيحة او مفبركة، ولعل هذه الصحف تربح من وراء نشر هذه الفضائح ولاننا في امة تراجعت في كل المجالات فنحن نسعى لتقليد الغربيين في كل اتجاه، وصحف الفضائح تنشر اليوم في بعض اقطارنا وتفسد على الناس حياتهم، وما لم نعد الى حياتنا منظومة اخلاقنا الاسلامية التي مصدرها كتاب ربنا وسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – ونضبط حرية التعبير بها ونمنع كل ما يؤدي الى نشر الشر في مجتمعاتنا بقوة وعزم فسنضيع كما ضاعت امم من قبلنا، سادها الشر بكل ألوانه، وانغمس افرادها فيه كلياً، فدمرت الحياة الفاضلة وضاعت مجتمعاتنا وانتشرت فيها كل الرذائل، فهل نحن فاعلون هو ما ارجو والله ولي التوفيق.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *