صحة جدة .. ومسلسل المآسي

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

بداية أعود وأكرر أنه خلال الأربع السنوات الأخيرة فقط كتبت هنا أكثر من (30) مقالا حول حال صحة جدة اذكر هنا من عناوينها (مستشفيات جدة على هذا الشاكلة وأدهى) و(صحة جدة والاشكالات الادارية) و(صحة جدة الى أين) و (صحة جدة وماذا بعد) و (صحة جدة لقد بلغ السيل الزبى) وذلك حول الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل وإشكلات المرافق الصحية بجدة وبشكل أصبح عاما ولست الوحيد فالأحداث المؤلمة تتابع على مدار الساعة وقلت يومها إننا نحاول قدر الإمكان أن لا نكتب في إطار المقالة عن إنطباعات مزاجية او ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية او العلمية او المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام لا ننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب ان تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو استفادة وتناولنا يومها حادثة مأساوية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة وذلك ممثلة في وفاة طبيب الأسنان السعودي الدكتور طارق الجهني في أحد المستشفيات الخاصة بجد ثم إرتكاب نفس المستشفى أخطاء جسيمة وقاتلة تدعونا إلى التفكير الجيد حول وضع مستشفياتنا سواء الحكومية او الخاصة وسبق أن تناولنا ذلك مرارا وتكرارا لكن لغياب الاهتمام بما يطرح جعل الأوضاع تتردى من سيئ إلى اسوأ وربما لو لم يكن الضحية هنا طبيبا مشهورا يعمل بقطاع صحي هام لأصبح الأمر عاديا ويندرج تحت بند الأخطاء الطبية في حدود المسموح، وها هو ذات المستشفى بالأمس يكرر نفس الخطأ القاتل ويروح ضحيته طفل بريء ربما لو لم يكن ابن احد الأعيان لكان الحدث في عالم النسيان.
وللأسف كان نقدنا خارج السرب في عرف المديرية الصحية بجدة وأنه لا زال معظم مستشفيات جدة الخاصة تعمل خارج السرب معظم المنشآت غير ملائمة مبانٍ يتم ربطها ببعض مما شكل خطورة معظم الأطباء خارج كفالات تلك المنشآت الفترة المسائية تعج بالأطباء والفنيين المخالفين للنظام سواء من نظام الإقامة او مخالفة انظم ولوائح هيئة التخصصات، هل يصدق احد ان هناك مستشفى خاصا عمر مبانيه الجاهزة الإفتراضي منتهي منذ اكثر من عشر سنوات! لذا فعن سلبيات القطاع الخاص حدث ولا حرج أما القطاع الحكومي فالحديث يطول وذو مآسٍ.
إذاً لا غرابة أن تنعدم الثقة ولا أدل على ذلك كما اشرت في إحدى تلك المقالات من ان لقاءً مفتوحا عقده مدير الشؤون الصحية بجدة وجهت فيه الدعوة كما قيل حينها للمجلس البلدي ورجال الإعلام لم يحضره سوى نواب المدير وموظفيه لأن الثقة بالشؤون الصحية بجدة شبه منعدمة وقد اشرت يومها الى تألمي حينما انبرى مدير الشؤون الصحية ليبرئ الأخطاء الطبية بما هو أكبر خطأ حيث اصر سعادته وكما ورد بالصحف على أن الأخطاء الطبية \”ليست من الظواهر في صحة جدة\”، رافضا تحميل الأطباء مسؤولية الأخطاء وحدهم \”كون العملية تشهد مشاركة مساعدين للطبيب قد يتسبب أحدهم في حدوث خطأ طبي\” ولا اعلم كيف فصل سعادته بين الطبيب ومجموعة العمل، ثم استشهد يومها بالأخطاء الطبية في امريكا واووبا دون ان يدرك سعادته ان الأخطاء عندنا لم تكن خطأ طبيب عن اجتهاد بل معظمها أن أخطاء إدارية أدت إلى الأخطاء الطبية كتشغيل أطباء بدون تراخيص او غير حاصلين على إجازة هيئة التخصصات الطبية، ولا أدري مستشفى واحد تقع فيه احداث مأسوية تؤدي الى وفاة شخصين في اقل من سنة ما هو تفسيرها عند سعادته ثم الأدهى والأمر أن ذلك المستشفى يعمل بدون مولدات كهربائية احتياطية منذ سنوات مرمية على الشارع الخلفي بحجة الترميم، اتمنى أن لا تكون الطموحات قد توقفت مما يعني أن الأمور تسير بالبركة، لدرجة أننا نبرر الأخطاء بالاستشهاد إنشائيا بوجود أخطاء في العالم.
إنه واقع مؤلم ومحير، وترك الأمور في مسارها الخاطئ حتما سيؤدي إلى كوارث لا يعلم مدى ضررها إلا الله، ماذا تبقى من أخطاء حتى نسمع بمحاسبة جادة وتغيير شامل؟! وان تتواجد الوزارة الجادة ولو متأخرة خيرا من ان تحمي المتهاونين خصوصا في مديرية الشؤون الصحية بجدة سؤال نكرره دون ان نعتقد ان هنالك جوابا ويبقى الحال على ما هو عليه ومن بعدي الطوفان.. إنا لله وإنا إليه راجعون. هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب 8894 فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *