صحة الباحة والمستقبل
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]
بداية تناول جوانب القصور يجب أن لا ينسينا الجوانب المشرقة حتى وإن كانت من صميم العمل ، والإشادة يجب ان لاتغفل عن نواظرنا جوانب القصور التي قد تهدم في لحظة كل ما أشيد به ، فقد يكون هنالك مائة بناء ويكون بالمقابل فرد واحد هو الاقدر على هدم ما بنوه ، وقد يكون محققاً على ارض الطبيعة من البني التحتية ما يكفي لتقديم ماهو اجود لكن قصورا ( ما ) قد يعصف بذلك ويقلل من اهمية القائم حاليا ويقضي على أي امل نحو البناء والتطوير ، و قد يكون التوجيه مفيداً والعتاب اكثر فائدة وقد تكون الغرامة والعقاب اكثر مما سبق تأثيرا ونفعا ، وقد يكون كل ذلك سلبيا إذا لم تصل نتائج تلك الجزاءات إلى متلقي الخدمة هذه او تلك . اسوق هذه المقدمة بعد أن قرأت الاسبوع الفارط أن لجنة النظر في مخالفات المؤسسات الصحية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الباحة غرمت منشأتين صحيتين مخالفتين مبلغ 90.000 ريال ولفت النظر لــ (6) منشآت صحية مخالفة.وتابع الخبر نفسه أن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين بن الراوي الرويلي قد اوضح أن تلك المخالفات تم رصدها خلال الجولات الإشرافية التي نفذت مؤخراً على القطاع الخاص ، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تهاون في تطبيق الأنظمة والقوانين في حق من يثبت مخالفته , مهيبا بالجميع في الحرص على جودة الأداء والخدمة المقدمة وفق المعايير التي تقرها وزارة الصحة كما تابع الخبر أن سعادته بين أن هذه القرارات تأتي في ظل المتابعة المستمرة لأداء القطاع الصحي الخاص من قبل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الباحة للرقي بمستوى الخدمات الصحية والوقوف على أي تقصير أو تجاوز للأنظمة والتشريعات التي تقرها الوزارة ..
وحقيقة رغم ماتضمنه الخبر عن وجود سلبيات اعترت خدمات تلك المنشأة التي تعرضت للغرامة او التي انذرت إلا أنني سعيد بهذا الخبر الذي يؤكد أن المتابعة والرقابة المتواصلة لا شك تدرأ كثير من المخاطر ووأدها قبل وقوعها ، وهذه حقيقة جهود تذكر فتشكر لإدارة الشؤون الصحية بالباحة والتي سبق وأن أشرت في مقالة سابقة إلى أن المنطقة تحتاج إلى شؤون صحية يقظة ذات نهج مدروس وإستراتيجية بعيدة الأمد تتحرك وفق منهجية مبرمجة تستشرف المستقبل ، لا ان تبقى إدارة كل تحركها تداعيات ردة فعل وإلا فإن الصمت هو الغالب.
وكنت اتمنى ان الشؤون الصحية بالباحة تفضلت وذكرت لنا ماهية تلك المنشأتين التي تعرضت للغرامة او التي وجه لها تنبيه ، هل هي مستشفيات ام مستوصفات أم عيادة أم صيدلية ، لأنه في حقيقة الأمر هنالك مستوصفات اشبه بالبيوت الشعبية وهنالك صيدليات اشبه بالبقالات ، وسأعذر مديرية الشؤون الصحية بالباحة لكون مديرها الحالي جديد على المنطقة لكنني متأكد أن خبرته وتمرسه وكما اشرت في مقالة إبان توليه سيسعفانه لمعالجة الكثير من السلبيات ، وهذا ما أتأمله في سعادته وما سبق ان نوهت اليه ، خصوصا وأن منطقة الباحة ذات مساحة ليست بالكبيرة ، ثم أنني أجزم وكما كررت مرارا بأن ما هو قائم من مستفشبات حكومية ومراكز صحية او تحت التنفيذ يكفي لتغطية المنطقة لعقود قادمة متى ما أحسنت الإدارة تسيير الامور ، وإنني على يقين ان سعادة مدير الشؤون الصحية بالباحة قادر بتوفيق الله على تحقيق أقصى درجات الجودة والتغطية الشاملة لكافة نواحي المنطقة ، وأن ما تمتلكه المديرية من إمكانيات من مستشفيات او تحت التنفيذ يكفي لخلق بيئة صحية جيدة خصوصا إذ أن نسبة السرير إلى سكان المنطقة يعتبر معدلا حسنا يساهم في توفير خدمة راقية.
وبالمناسبة عاتبني بعض الأصدقاء على أنني تجاهلت التطرق لنقل دور الرعاية الصحية ومستشفى الأمراض النفسية من محافظة بلجرشي ، وحقيقة ليس عندي معلومات عن صحة ذلك ، ولا أعتقد أن ذلك يحدث خصوصا وأن الدولة مشكورة تقوم بتنفيذ العشرات من المستشفيات ودور الرعاية في شتى مناطق المملكة ، وبلجرشي محافظة كبيرة وتخدم مساحة شاسعة من المنطقة وما حولها ، وتحتاج إلى المزيد وليس التقليص
كما أن هنالك تعثر واضح في مستشفى بلجرشي العام الذي منذ ثلاث سنوات نسمع أنه منتهي بنسبة 95% كذلك هو الحال لبرج مستشفى الملك فهد بالباحة ، والشيء المثير للدهشة وكما يظهر أن مشاريع وزارة الصحة ترسى بالقطعة لذلك كان هذا التعثر الفاضح الذي خلق للمقاول عذراً وسبب للوزارة حرجا وأكد أن الارتجال وردات الفعل لازالت المهيمنة .. هذا وبالله التوفيق .
جدة ص ب ـ 8894 فاكس ـ 6917993
التصنيف: