أ. د. بكر بن عمر العمري

لم أتمالك نفسي من الفرحة وانا اشاهد شباب مكة المكرمة يؤدون وقائع خدمة ضيوف الرحمن في شهر رمضان المبارك، فرأيتهم يتحملون مسؤولياتهم في توزيع وجبات الافطار.

وهذا الاحساس بالزهو والفخر والاطمئنان يعكس واقع المعجزة لشبابنا الذي يمثلون الشريحة الواعدة في المجتمع حيث تتوفر فيهم عناصر القدرة والاحترام والتحمل والأمل. ان اهتمام امارة منطقة مكة المكرمة بدور الشباب في خدمة ضيوف الرحمن يأتي على رأس قائمة الاهتمامات التي توليها الامارة لتشجع العمل التطوعي لدى شباب مكة المكرمة.
وقد لا يكون من قبيل المبالغة القول بان قضية العمل التطوعي سوف تتصدر اجندة السياسات المحلية والدولية، وتلقى اهتماماً كبيراً في السنوات القادمة، والحقيقة فقد اعلنت الامم المتحدة ان 2001م هو العام العالمي للتطوع حيث عقد اول مؤتمر دولي للتطوع في امستردام.

نعم انها قضية المستقبل حيث تهدف الامم المتحدة الى ابراز جهود المتطوعين في العالم وتعميق هذه الجهود خاصة جيل الشباب وتوضيح القيمة الاجتماعية للعمل التطوعي.
وعرفاناً بالجميل والفضل لامارة مكة المكرمة فالتحية واجبة لشبابنا وجهودهم التطوعية لراحة ضيوف الرحمن وما اكثر حكايات عن سجل شباب مكة المكرمة في ذلك خلال شهر رمضان وموسم الحج.
ان الدراسات التي قامت التي تناولت صناعة قتل الوقت وهي قضية قديمة وجديدة في آن واحد فالوقت الذي لا يتم العمل فيه غير العاطل صار عبئاً ليس فقط عليه بل على المجتمع ولدولة اذ كلما زاد الفراغ تسرب الملل وهو يعني امور كثيرة وخطيرة.
ان عدم الاهتمام بالعمل التطوعي بين الفئات العمرية في بلادنا يرجع الى مجموعة من العوامل الصناعية والاقتصادية والمدنية اولها: هي تكثف الاسرة جهودها في حث الابناء على العملية التعلمية دون توجيه اهتمامهم الى المجتمع المحلي وقيمة التطوع ومساعدة الآخرين.

ثانيهما ان العملية التعليمية ذاتها والانشطة العلمية تكاد تخلو من أي دفع وتطوير لقيمة التطوع وخدمة المجتمع المحلي.
واذا كان طرحنا صحيحاً فان الحاجة الاولية لنا هي توفير القدرات التطوعية مثل ما رأيته ولمسته في شباب مكة المكرمة، فان ذلك يؤكد ان لشبابنا في هذا المضمار دوراً فريداً وواجباً لابداً منه أي واجب آخر.
وانطلاقاً من هذا الاهتمام الذي افرحني دور شباب مكة المكرمة في خدمة ضيوف الرحمن خلال شهر رمضان الكريم فانه يجب ان نفكر في تنمية العمل التطوعي لدى شبابنا وان نشجع العمل التطوعي يتطلب بداية ان تتبنى جهة علمية بالتعاون مع الامارات بالمملكة اجراء مسح ميداني لتوفير معلومات اساسية عن المتطوعين بالمملكة وعددهم وملامحهم، أعمارهم، خلفيتهم التعلمية وغير ذلك من البيانات.
وهذه في نظره دعوة مفتوحة لدراسة قضية المستقبل من خلال ترجمة مثلث الشباب (عقل .. وروح .. وجسد) حتى يمكن تحقيق مشاركتهم مشاركة فعالة وبناءة كما شاهدته ولمسته في اداء شباب مكة المكرمة من خلال خدماتهم المتميزة لضيوف الرحمن لان مثلث الشباب المشار اليه في النهاية هو الاطار الامثل لتحقيق التطوع الناجح والمتميز.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *