لاشك أن الدول الغربية تتميز بصفة قلما تجدها في الغالبية العظمى من الدول النامية، أو بتركيز أشد الدول الإسلامية والعربية إلا ماندر !!

هذه الميزة وتلك الصفة كان من الأحرى أن تكون انطلاقتها من الدول الإسلامية والعربية، بسبب ما حثت عليه العقيدة والشريعة الإسلامية العظمى..
هذه الشمعة التي يكاد نورها لا يضيء حيزاً بسيطاً في دولنا ومجتمعاتنا!! نجده مولدا ضخما في تلك الدول الغربية ينير الولايات والمقاطعات والمدن والأرياف!!

إنه التطوع وما أدراك ما التطوع ؟!! ذلك العمل الإنساني الذي يجعل الإنسان يرتقي بكيانه وذاته وإنسانيته، ومكانته الاجتماعية، ورضاه التام عن نفسه، لما لا؟!! وهو يقدم الخدمة والمنفعة من نفس راضية وبدون مقابل!! بدون أجر، أو راتب سواءً كان مستمراً أو مقطوعاً!! قمة الروح، وقمة الذوق، وقمة الأخلاق!!

ولكن!! قد يتساءل البعض من هو المتطوع؟!! وماهو التطوع ؟!! أو بعبارة أخرى ماذا يمكن أن أقدم لمجتمعي من أعمال تطوعية؟!!
وعليه فإن المتطوع ” الشخص الذي يتمتع بمهارة أو خبرة لأداء واجب اجتماعي طواعية واختياره له لا يكون له أي مردود مادي أو وظيفي مقابل لجهده المبذول”.

وبالتالي عملية التطوع هو “كل جهد بدني أو فكري أو عقلي أو قلبي يأتي به الإنسان أو يتركه تطوعاً دون أن يكون ملزماً به لا من جهة المشرع ولا من غيره.” قال الله تعالى:
” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ” سورة النساء آية 114

ومن الأمثلة على التطوع كما ذكرها الله في كتابه العزيز :تطوع ذو القرنين ببناء السد..
وتطوع سيدنا موسى عليه السلام قال تعالى ” ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير ” القصص آية 24.

وفي الحديث الشريف عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين )
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح..}.
وفي صحيح مسلم ” كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس قال تعدل بين الاثنين صدقة ، وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها ، أو ترفع عليها متاعه صدقة ، قال والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة”.

وفي مسند الإمام أحمد:
“إن سلامك على عباد الله صدقة ، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، وإن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة “.
وبعد كل هذا أليس حرياً بكل فرداً منا ذكراً كان أو أنثى أن ينخرط في أعمال التطوع !!

بلا شك أن لدينا جميعاً هذا الهم فلنبتغي بذلك وجه الله سبحانه أولاً ثم خدمة لوطننا ومجتمعنا الذي له الحق علينا جميعاً ،،

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *