قال امير منطقة مكة المكرمة في خطابه في منتدى جدة الاقتصادي (2014) ان الشباب محور التنمية وهدفها الاول .. وانه لا يمكن تحقيق اي تنمية في اي مجتمع الا بالاعتماد على سواعد الشباب.
وانطلاقا من هذه الحقيقة اقول انه حين يزداد الوعي وتتوثق الصلة بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه فان ذلك يعني ان الشعور بالمسؤولية قد بلغ ذروته وتجسد في حياة الفرد والجماعة سلوكاً سوياً يتفق وعمق الاحساس ويقظة الفكر والتطلع الى ما هو افضل من الواقع.
ولعل ما سمتعه وشاهدته اثناء المنتدي الى القول بان مبعث الاهتمام بالشباب وقضاياه يرجع الى حيوته، تلك المرحلة العمرية من تاريخ الانسان بوجه عام بمشاركة الشباب في هذا المنتدى تجلى فيه خلاصة اسهامات رجال وشباب الاعمال في المشاركة في المشاريع التنموية بالمملكة .. ومعنى ذلك من مشاركتهم ان نقول ان شبابنا بخير .. بل اقول وبكل صراحة واعتزاز بانهم برهنوا انهم شباب شكل ثاني حتى بعد التصحيح.
صحيح ان الدول تعشق شبابها فتعمل من اجله جميع الجهود لتنميته وان جميع افراد الامة هم انجاح التنمية ولكن الصحيح اكثر ان الشباب وان اتحدوا في الاصل والمنبت فانهم محل اهتمام الدولة وخاصة من ناحية ابواب الرزق واقامة المشروعات الضخمة والعملاقة في كل انحاء البلاد لاتاحة الفرصة امام الشباب للعمل والاجتهاد ورفع مستوى المعيشة في المجتمع كله.
ومن الافكار التي طرحتها مبادرة رجال وشباب الاعمال في المنتدى تأتي تحت شعار مستقبل الشباب بين العمل الحر والوظيفة الحكومية وهنا وفي هذا الاطار او الشعار اقول للشباب: أريدك ان تكون فلاحاً تساهم في النهضة الزراعية في تبوك ونجران والقصيم وعسير والباحة والمدينة المنورة اريدك ان تكون بائعاً للخضروات خارج (الحلقة) ونراها مزدحمة في قمة الذروة اثناء خروج الموظفين من عملهم ، أريدك بائعا متجولا يوزع المنتجات على المشترين.
ان هذه الفكرة تلغي فكرة الوظيفة الحكومية وتنمي الاتجاه لدى الشباب الى العمل الحر تاريخياً قبل عمليات التصحيح كنت اشاهد شباباً على الرصيف منتشرين وسط وداخل مدينة جدة شباب ليسوا بسعوديين واغلب الظن انهم افغان وباكستانيون وافارقة ولكن تجمعهم ليس التسكع او الشحاته.. ولكن لبيع لعب الاطفال والملابس واحياناً بعض الاجهزة الكهربائية الصغيرة وباسعار تنافس مثيلاتها التي يتم بيعها في المحلات التجارية وبالتالي فهم الاكثر جذباً للمستهلك الذي يبحث عن سعر يتناسب مع دخله المحدود.
اقول انها فكرة عملية يمكن للشباب في هذا البلد الطيب استخدامها وتصحيح مسارها بعد فترة تحرر السوق السعودية من العمالة الوافدة والاستفادة منها ليضربوا المثل والنموذج السليم بانهم اصبحوا شبابا شكل ثاني بعد مرحلة التحرير من العمالة الوافدة.
وهنا بالذات اقول بكل صراحة ووضوح للشباب ان هذه الظاهرة يوجد مثيل لها في الكثير من دول العالم ونشاهدها في اكبر الشوارع التجارية في العواصم الاوروبية بل انها كانت موجودة لدينا في الماضي في صورة الرجل الموزع والذي يطلق عليه “فرفنا” ولكن هذه الصورة للبائعين المتجولين وبائع الخضروات في الشارع تتم بقدر كبير من التنظيم من قبل الاجهزة الحكومية سواء من حيث مشروعية البيع على الرصيف او ضمان جودة السلع التي تباع.
ان هذا الاسلوب للباعة الطوافون او المتجولون واصحاب المشاريع الصغيرة مثل بيع الخضروات عند مفترق الطريق يقدمون عملا اقتصاديا للمستهلك والمنتج في نفس الوقت انني اقول للشباب ان هذه الفكرة ستقوم وتكو ن شبابا شكل ثاني لانهم سوف يربطون مفهوم السوق غير الرسمية بالسوق الرسمية وان يستثمروا برأسمالهم البشري في ملاحظة اي السلع اكثر رواجاً ويركزون على بيعها وفي الوقت نجد ان الموردون سيقدمون لهم السلع بأسعار مختلفة وشروط متباينة ويكتشفون في النهاية ان الشارع وليس المولات او المراكز التجارية الغالية الاسعار هو المدرسة التي يتعلمون عن طريقها اي السلع المطلوبة وقيمة هذا الطلب وهو وظيفة اقتصادية يقدمها الشباب شكل ثاني للاقتصاد الوطني هذا بالاضافة الى ارسال رسائل قوية للدولة بأنهم سيكونون خير بديل للعمالة الوافدة التي تم القضاء عليها بعد ان كانت راسخة في اعمال السوق السعودية والمانعة لهم من العمل في بلادهم.
خلاصة القول فانه لكي يتحقق ذلك بنجاح كبير وانتاج شباب شكل ثاني حيث الموسم التسويقي ستدين وتقوم بتقديم دورات تدريبية للشباب الذي يريد طرق ابواب تجارة الرصيف والشارع والبرهنة للجميع على انهم “شباب شكل ثاني”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *