[COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR]

تخلّى و أُعفي أمس عن كل الألقاب و المناصب، فانتقل إلى باريه. إلى الذي أرحم به من والديْه، وأشفقُ به من نفسه. لا يشفع له، بعد رحمة الله، إلا صالح أعماله وحسنُ سريرته وجَدارة صحيفته.
استوقفني في الراحل أمران عجيبان من أعماله. الأولُ توقيعه منذ ثلاث سنوات تبرعاً بأعضائه لزراعتها بما نصه \”أقرُّ أنا الموقِّع أدناه بأنني أخبرتُ أقربائي بشأن رغبتي في التبرع بأعضائي المبينة أدناه بعد وفاتي بغرض زراعتها لمن يحتاج إليها من إخواني المرضى\”. و هو موقن أنه لن يجد بعد إنفاذها مكسباً دنيوياً. فهنا يصدق فيه (الجود بالنفس أقصى غاية الجود).
و الثاني وصيّتُه دفنَه في مكة. ابتغاءُ مُتذلّلٍ لخالقه أن تشمله بركة جوار البيت العتيق.
إنها نفسٌ تَوّاقةٌ للرحمة، وَجِلَةٌ من العذاب.
فاللهم تقبّلْه برضوانك، و اجعل أمراضه كفارةً عن سيئاته وشفيعةً لتحمّلكَ عنه حقوقَ عبادك. و أبدلْه يا كريم داراً خيراً من داره، و أهلاً خيراً من أهله، و مقاماً خيراً من دنياه.

Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *