سامي سيبيه وثلة من الآخيار

• صالح المعيض

صالح المعيض

نركض على أديم هذه البسيطة كل وما كتب الله له وفق ( إعقل وتوكل ) التي تؤسس لمفهوم ( لاتكن هامشيا ) بل إزرع ما يغري من بعدك أن يدعو لك وأن يحيي سنة ( ذكر المحاسن ) والتي رأيت أن ارسم من خلالها مساحة هذا الاسبوع ،حيث ودعت جدة بصفة عامة والوسط الطبي بصفة خاصة في الاسبوع قبل الماضي المرحوم له بإذن ربه / سامي عبدالرحمن سيبيه مدير العلاقات العامة وأحد ابرز جنود الدعم اللوجستي بمستشفى الملك فهد بجدة إثر نوبة قلبية مفاجئة، وكان رحيله مع إيمان الجميع بالقضاء والقدر قد شكل صدمة تأثر بها جميع من يعرف المرحوم عن قرب وخسارة يشهد بها كل من تعامل معه ، فقد كان الاستاذ سامي، رحمة الله عليه، سامياً في خلقه وأخلاقه يمثل قمة الولاء والإخلاص ، والجودة في الأداء وحسن التعامل متوجا بكريم الخلق الذي ترك به بصمات إيجابية لدى كل من قدر له التعامل معه إذ كان خير من يترجم العمل الإنساني في أوج صوره ، ويعد المرحوم من الكوادر المخلصة والمتفانية في خدمة المستشفى ومراجعيه وشكل مع كوكبة من زملائه خلية نحل يشهد بها القاصي والداني ، ويعتبر مدرسة في حسن التعامل حتى أنه من المستحيل أن يتحدث معك وانت واقف وهو جالس على الكرسي سواء كنت مراجعا أو صديقا أو زميلا ، فهو يقنعك بالجلوس ثم يجلس وينصت لك بكل احترام.
والحقيقة أن مستشفى الملك فهد حظي بنخبة من العاملين الأفذاذ ، ممن رحلوا من عالمنا في اوقات سابقة ، ولعلني أذكر بالمناسبة المرحوم : وجيه عبدالعزيز مشرف الإخصائي الااجتماعي ومنسق مركز الأعضاء بمستشفى الملك فهد بجدة والذي رحل قبل سنوات إثر حادث أليم تعرض له المرحوم والذي لازال ذكره خالداً في ذاكرة كل من تعامل معه، رحمه الله رحمة الأبرار، حيث كان في حياته، رحمه الله، شعلة تحترق لخدمة الآخرين بكل صدق وأنسانية وتفان وأيضا فقدنا اخا عزيزا وهو موظف علاقات المرضى صلاح المولد، رحمه الله رحمة الابرار، و الذي كان ماكنة لا تهدأ في تخصصه خدمة المرضى وحفظ اماناتهم وقضاء حاجياتهم والتواصل مع اهاليهم. رحل وهو في عز شبابه كسابقيه، رحمهما الله، إثر تعرضه لهبوط السكر، تغمده الله بواسع رحماته .
هذا في مجال الدعم الإداري اما بخصوص التمييز الطبي فلا أنسى أن أختم بفقيد آخر ممن عرفناهم من خلال بصماتهم التي تذكر فتشكر بمستشفى الملك فهد بجدة ألا وهو الدكتور عبدالله بكر فلاته استشاري المسالك البولية بمستشفى الملك فهد بجدة ، وأول طبيب سعودي يجري عملية زراعة الكلى في المملكة هو والدكتور محمد سعيد أبو ملحة ، ولعل سيرته العلمية التي اختصرها هنا تغني عن الكثير من الكلام:
عمل رئيساً لقسم زراعة الكلى والمسالك البولية بمستشفى الملك فهد بجدة-عضو الهيئة السعودية للتخصصات الصحية -زميل الجمعية العربية للمسالك البولية-زميل الجمعية الأمريكية للمسالك البولية -زميل الجمعية العالمية للمسالك البولية-قام بزراعة ما يزيد على (300) كلية بمستشفى الملك فهد بجدة- شارك ببحوث علمية في العديد من المؤتمرات العلمية داخل المملكة وخارجها.
هولاء ثلة طيبة من كثر فقدناهم وهم على رأس العمل الطبي والإنساني بمستشفى الملك فهد ، ولكن اختصرت على من جمعهم سور واحد وهدف سام نبيل في فترة عايشتها برؤية شخصية فلله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى وندعو الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يدخلهم فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، كما نسأله جلّ في علاه أن يجعل في استذكارنا لهم خيرا لمزيد من الدعاء بالعفو والغفران إنه على كل شيء قدير.
.. ختاما هذه رسالة عزاء ومواساة اخص بها كل من الدكتور احمد عاشور والاستاذين القديرين احمد لافي الغامدي وايمن شيرة ، وفي قرارة نفسي أن هولاء الثلاثة هم ممن تأثروا مع ايمانهم بقضاء الله وقدره برحيل الاستاذ سامي اثرا شديدا لما بينهم من زمالة واخوة تفوق الوصف في بلورتها إلى جمل تكتب أو الفاظ تنطق ، كما انهم ايضا ممن تأثروا برحيل الأستاذ وجيه لأنه كان يجمعهم مكتب واحد وتعاهدوا على العمل الجاد والصادق في خدمة مرتادي مستشفى الملك فهد بجدة .لذلك اشاطرهم الحزن واتقدم لهم ولذوي الراحلين من عالمنا بذكر جميل ، بأحر التعازي والمواساة ، ولعلنا بهذه النافذة وكما أشرت من قبل فتحنا لهم ساعة بل ساعات من الدعاء الصادق بأن يجعل المولى عز وجل الجنة مثواهم، رحمهم الله بواسع رحماته.
جدة ص ب ـ 8894 تويتر ـ saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *