زوجة أبى دمرتنى وجاءتنى الفرصة فهل أنتقم
عزيزتي نيفين اكتب اليكي اليوم وانا بين عذاب الضمير والم النفس من القهر والذل الذي عشت به طوال تلك السنوات الماضية انا يا سيدتي توفيت امي وانا بعمر صغير لم يمضي وقت كثير وتزوج ابي من امراة قاسية كانت تضربني كل ليلة وتعذبني
زرعت الخوف داخلي وجعلتني اخشي مواجهة الناس والحياة اصبحت هشة وضعيفة الشخصية اخاف من اقل شيئ يحدث حولي لم انسي حرقها لجسدي حينما كنت اخطئ ولم انسي توجيه السباب لي ولامي رحمها الله لانها كانت تكرهني كثيرا
لم ترحم ضعفي وجعلتني كالخادمة لقد دمرتني بكل ما تحمله الكلمة من معني والان حان دوري كي انتقم منها علي ما فعلته بعد ان اصبحت زوجة وام واستقليت بحياتي بعيدا عن جحيمها
لقد ابتلاها الله الان بالمرض الخبيث ونهش السرطان عظامها واصبحت ضعيفة غير قادرة علي الاستقواء علي من جديد افكر كثيرا في التشفي منها والانتقام جراء ما فعلته لكن يعذبني ضميري الانساني لان المرض ليس به شماته لكني اشعر بحرقه داخل قلبي جزاء ما قدمته لي طوال تلك السنوات من عذاب وضرب واهانة لا استطيع النسيان ونفس الوقت اتردد كثيرا بين الانتقام او مراعتها في شدتها ومرضها فماذا افعل ارجوكي؟؟؟؟؟؟
إلى صاحبة هذه الرسالة أقول …
عزيزتى صاحبة الرسالة، أود أن أبلغك أنكِ ما تزالين تحتفظين بإنسانيتك، فعذاب الضمير من علامات الإنسانية
تصاريف القدر لا يملك الإنسان فيها أى حيلة، والحزن هو الشيئ الوحيد الذى يولد كبيراً ثم يصغر مع مرور الوقت، أرجوا أن يكون حزنك ومشاعر الغضب التى بداخلك ذهبت مع صبرك على قضاء الله الذى وضعك تحت رحمة زوجة الأب
هناك بعض الإنكسارات التى يصعب ترميمها، كإنكسار المرض الذى لا يوجد أقسى منه على وجه الأرض، إنه إنكسار يضاعف الخسائر وأنا على يقين أن زوجة أبيك الأن تشعر بالندم تجاه ما فعلته معكِ طوال تلك السنوات
إننا بشر، نخطئ ونصيب، لقد أصبحتى الأن أم ولديكى أسرة وأطفال فلا تفكرى فى الإنتقام حتى يبارك الله فى حياتك وتذكرى جيداً أن العفو عند المقدرة، أنصحك بالإبتعاد عن الأفكار السلبية وتوقفى عن نبش الماضى الأليم الذى يضاعف من رغبتك فى الإنتقام وتحلى بروح التسامح التى لها آجر عظيم عند الله وكونى بجوارها الأن وهى على فراش المرض فالحياة أقصر من أن نمضيها فى تسجيل الأخطاء بحق بعضنا البعض
التسامح والعفو من الصفات الحميدة وقرار من قرارات العقلاء، فتجاوزى يا عزيزتى عن الخطأ بحقك وتحلى بمبادئ الأخلاق الكريمة والعافى هو الفائز بالأجر وصاحب المقام الرفيع فى الدنيا والآخرة
Email: [email protected]
التصنيف: