رقابة مشاريعنا طبيعية وليست بشرية

• د.سعيد بن علي الفقيه

نعم إن مشاريعنا مكلفة، بل مكلفة جدا، -لأننا لا نرضى بغير المستويات العالمية لراحة المواطن ورقي الوطن- فهنا مشروع، وهناك آخر!! وهنا تنمية، وهناك نماء!! هنا ميزانية، وهناك موازنة!! هنا دراسة جدوى، وهناك تنفيذ بلا جدوى!!
هذه المشاريع العملاقة على صفحات الورق ، ليست إلا مشاريع قزمة على أرض الواقع!!
مشاريع !! بل شبه مشاريع !! تخطيط سيء، وتنفيذ أسوأ!! مبالغ طائلة، ونتائج فاجعة، في الأرواح والممتلكات، ليس في هذا المكان فقط، أو ذاك، بل في كل مشروع خام، بأي أرض يُقام !!
وهنا نطرح السؤال المهم ، والتساؤل الأهم!!
أين إدارات المشاريع في كل جهة حكومية ؟!! وهل هي مؤهلة للتخطيط والتنفيذ والمتابعة؟!! أو على أقل تقدير إختيار المشاريع الهامة وجهات التنفيذ الجادة!! عن طريق إجراء عملية المفاضلة والاختيار !! ليس بالأقل تكلفة، ولا بالأسرع نتيجة !! كما يُعمل في كثيراً من الجهات !! بل الأفضل جودة، والأكثر دقة ، والأطول ضمان وصيانة !!
أم أن مهام تلك الإدارة لا يتجاوز إقرار المشاريع والتوقيع على العقود والاعتمادات !!
والتساؤل الأهم ؛ أين جهة الرقابة والمراقبة على مشاريع تلك الجهات الحكومية ومتابعة التنفيذ وحضور الاستلام والتسليم ؟!!
فلا تُختبر سلامة تلك المشاريع وجودتها، إلا عند حضور الرقابة الحقيقة، الحازمة، الجازمة، في إثبات صحة تنفيذ هذا المشروع وصلاحه !! أو كتابة تقرير عن فشل هذا المشروع وإخفاقه، ليس بحبر الأقلام، بل بدماء الأبرياء، من ضحايا مشاريع الورق والأوهام !! هذا ماأكدته الأحداث الجارية، وكشفته الكوارث الفاجعة!!
وقتها ترى مسؤول هذه الجهة أو تلك، يشمّر عن ساعديه، وينزل الميدان، ليثبت للجميع، أنه عند الحادث، تجده أبا الحارث، تحت فلاشات المصورين، وعبر موجات الأثير، وعلى أجنحة الهواء!! أليس هذا بعد فوات الأوان ؟!!
وختاما فكلنا نصطف ونصف في ذات الصف، فمنا من ضمه القدر، بسبب الإهمال، والإخلال، في المواصفات والمقاييس الهندسية لتلك المشاريع، والتلاعب في المناقصات، وسوء الإشراف من قبل ضعاف النفوس، ومريضي الأنفس!! ومنا من لايزال ينتظر دوره، في طابور كوارث المشاريع، بل يرقب حتفه، مابين غريق، وحريق، وهدم ، وسقوط، فالقائمة تطول، والمنية تجول!!
فهل سنفوق ونستفيق ؟!! أما أن تركيزنا لا يتعدى ساعات الكوارث والأحداث؟!! ثم ننسى ونتناسى، بإنتظار حدوث كارثة أخرى !! فلا عجب فما سمي إنسان إلا لأنه ينسى، جراء إصابته بزهايمر الكوارث!

[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *