أقرأ هذه الايام بمناسبة انعقاد المنظمة العربية للتنمية الادارية في الثاني من ديسمبر القادم في عمان (الاردن) تقارير التنمية البشرية للمنظمات العربية وهي عادة رائية قد ساعدتني على قدر من مرونة ضرورية وأنا أتلقى ما يصل وعي التجربة لنمارس فن ادارة التنمية البشرية والتي تحتاج الى دعوة هذه المنظمات للتأمل لتجربة الملك عبدالعزيز وهي تحديث محب جميل لاحلام وافكار التنمية البشرية في شبه الجزيرة العربية الموحدة على يد الملك عبدالعزيز.
أقول أن قارئ التاريخ يتوقف دائماً عند التحول الدرامي في مركز شبه الجزيرة العربية في النظام العالمي من كونها ساحة للانقسامات القبلية ومسرحا للتخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي على كونها احدى الكيانات والاستراتيجيات المحورية في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع وقد بدأت تلك التحولات في شبه الجزيرة العربية بقيادة الملك عبدالعزيز بتطبيق ما يسمى (بفن ادارة التنمية البشرية وتركزها على الانسان وتنمية مشاعر الوحدة في اعماقه والمواطنة في فكرة الانتماء لوطن واحد متماسك مترابط يرفض الانقسامات والولاءات الفرعية القرية).
حقاً إنها دعوة للتأمل للمشاركين في لقاء الاردن المقبل لمنافسة التنمية الادارية فأقول لهم تعالوا نقرأ ما قاله المؤرخون أمثال أمين الريحاني ، وحافظ وهبه، احمد عبدالغفور عطار، جون فيلبي، فاندر ميلون، وليام كينين، ديفيد هويدد، احمد عسه، ولدمسترونج عن الملك عبدالعزيز حيث اجمعوا في تحليلاتهم وندواتهم لسياساته في شبه الجزيرة العربية بانه فعلا فارس (فن ادارة التنمية البشرية).
ومن هذا المنطلق فإنها دعوة للتأمل لخبراء التنمية البشرية العرب لقراءة ما قاله المؤرخون العرب لان التاريخ لا يكذب ولا يتجمل وانما يسن الحقيقة التاريخية كما هي فلقد رأوا أن فن ادارة الملك عبدالعزيز في التنمية البشرية فالحكم للتاريخ في نظرهم هما معين لا ينضب وليست كغيرها تتنفس لفترة محدودة ثم تموت فقد كانت افكاره واطروحاته (لفن ادارة التنمية البشرية) في شبه الجزيرة العربية تعيش الحاضر لشبه الجزيرة العربية وتتطلع للمستقبل للانضمام الى مجموعة الاسرة الدولية كدولة كامل بعناصرها التالية والاقليم الموحد، السيارة، السكان المتجانسين ، الحكومة ثم الاستمرارية.
ولست أتجاوز الحقيقة اذا قلت ان الملك عبدالعزيز صانع للتنمية البشرية بل هو واحد من هؤلاء الزعماء على طول التاريخ لانه تصدى للقيام بالانصهار الاجتماعي في بلاده مما جعله فارس التنمية البشرية في نظر المؤرخين والسياسيين على حد سواء.
لذلك فإن فمن ادارة التنمية البشرية تسبق التنمية الادارية لان التنمية البشرية تنشر ثقافة المواطنة والانتماء حيث اسست المكون الاساسي للتنمية الادارية (السكان) وبالتالي تأسيس كيان اداري ممثلا في قيام حكومة واحدة تدير المجتمع من اجل تحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
وما أحوج مثل هذه المؤتمرات العربية الى قراءة غير نمطية لمعرفة سر المعجزة في فن ادارة التنمية البشرية التي تقود بالطبع التنمية الادارية والتنمية الاجتماعية والتنمية الثقافية لترصد من خلال هذه القراءة الالتزامات وتوزيع الادوار بين فئات مجتمعاتنا العربية لكي يسودها الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي لكي تجمع رموز لمخاطبة التراث وتكريساً لوحدة الصف.
خلاصة القول انها دعوة للتأمل في ان نجاح التنمية الادارية يقودها معجزة فن ادارة التنمية البشرية النابعة من طبيعة سكانها في التوحد والبعد عن عدم الاستقرار الذي يرعب الجميع في الاوطان وهكذا فان جوهر التنمية البشرية هو الانسان وآلياتها هي التعليم بأنواعه الذي يُعمد الموظف الناجح والاداري المبدع في العصر الحديث.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *