دروس خصوصية عبر الجوال!
هناك اتفاق عام على ان التعليم هو قاطرة المملكة الى التقدم والتحديث والانتظام في ركب الدول الاولى في العالم، والخروج من دائرة التخلف التي يعشعش داء الدروس الخصوصية فيها، بمعنى اخر واوضح ان التعليم هو قاطرة التنمية في مجتمعنا وكلما زادت كفاءته بعيدا عن الترويج والتسويق للمرض المزمن (الدروس الخصوصية) نجح في ان يرتقي بمستوى الحياة وان يجعل الانسان قادرا على التعامل مع غيره.
لكن تشهد الساحة التعليمية اباطرة دروس خصوصية جدد يسوقون ويعلنون عن مشاريعهم ونماذجهم للدروس الخصوصية والتي تمثل قرصنة لخطف قاطرة التعليم وفي ضوء ممارساتهم الجديدة للدروس الخصوصية باتت هوجة رسائل الجوال تحاصرنا ليلا ونهارا وتقتحم حرياتنا الخاصة بأشكال وانواع من الاعلانات التسويقية المفيدة والضارة، واصبحت الشاشة الصغيرة (للجوال) مصدر ازعاج مستمر بتكدس الرسائل المتعددة عن كل شيء حتى ولو عن التنمية واخذت شركات الاعلانات عبر (الجوال) تتفنن بكل فنون الاعلان لعرض رسائلها حتى ولو لا يرغبها صاحب (الجوال).
وفي اطار هذه الهوجة لرسائل (الجوال) دخل في مجالها اباطرة الدروس الخصوصية الجدد بارسال رسائل متعددة للاسر السعودية وفي هذه الرسائل تلعب بعواطف ومشاعر الطلاب واولياء امورهم من رعب الامتحانات وكأنهؤلاء الأباطرة سينقذونهم من هذا الرعب ويفتحون للطلاب ابواب التفوق.
اذن كيف يمكن تحقيق ذلك بعيدا عن اسلوب الدروس الخصوصية التقليدي؟ تعالوا معي نقرأ رسالة اباطرة الدروس الخصوصية الجدد تقول الرسالة: “مع اقتراب موعد الامتحانات تنتاب حالة من القلق والترقب معظم الطلبة واسرهم طيلة فترة الاختبارات، مع خدمة (التنمية) ولمدة اسبوعين سنساعدكم على تجاوز رهبة الامتحانات وتخطي هذه المرحلة بنجاح لتحقيق التفوق في حياتهم العلمية والعملية ارسل 6 الى 88012” انتهت الرسالة.
ثم تأتي الرسالة الثانية والصادرة عن مجموعة من عباقرة الدروس الخصوصية الجدد والتي تقول انها تمارس نشاطها من الرياض وجدة وتقول الرسالة: “درس التفوق الدراسي” وبالاتصال لصاحب الرسالة عن “دورة التفوق الدراسي” ذكر لي شخص ما بها من انها تخدم طلاب الابتدائي – الاعدادي والثانوي في صور محاضرات ومختصرات للمواد في اطار (الحفظ والتلقين) بالطبع لان اسلوب يقوم على الحفظ بدلا من التفكير والابداع الذي هو جوهر التعليم الابداعي.
بعد قراءتي للرسالتين الجوالتين، وهما من مئات الرسائل لاباطرة الدروس الخصوصية الجدد انما هي دليل واضح انما هي دعوة نجوم واباطرة الدروس الخصوصية بجميع انواعها واساليبها للانضمام لنادي (ثقافة نحن نفكر لك) والتي استخدمت كل السياسات التسويقية الجاذبة للاسرة السعودية للوقوع في مصيدة (ثقافة نحن نفكر لك) بل ان الاباطرة الجدد عبر (الجوال) يعتبر اسلوباً جديداً عن طريق الضرب على الاثر الحساس للتنمية البشرية، وهو في نظري تعد خطير على المسيرة التعليمية التي تعد قاطرة التنمية الشاملة.
لذلك فتنمية الطالب علمياً لا يمكن تحقيقها خلال اسبوعين – كما يدعي الاباطرة الجدد – انما تقوم على محور ان التعليم هو اعداد الطالب لحياته المستقبلية واكتسابه المهارات والمعرفة تبدأ بقاعة الدروس بالمدرسة او الجامعة، لان الاداء التعليمي الجيد بالمدارس والجامعات والتنمية البشرية صنوان متلازمان ومرتبطان تماما، واية جهود تستهدف تنمية الشباب (البشر) لابد ان تبدأ من الفصل بدءا من اول المراحل على ان تمتد الى الحياة العملية بعد التخرج.
إن الحديث عن رسائل الجوال لدعاية الدروس الخصوصية الجدد التي تستخدم التفوق الدراسي من اجل نجاح مثقوب لجذب الطلاب بحجة ان هذا الاسلوب سيحقق لهم التفوق في حياتهم العملية والعملية، انما هو لابشع انواع الاستغلال من جانب الاباطرة (الجدد) اختراق خط الدفاع الاول للمملكة، وبثوا وباء مرض تربوي الا هو الدروس الخصوصية ومراكزها وصولا الى التعليم الجيد.
كلام لا تنقصه الصراحة بأن اقتباس (تنمية الشباب) انما يعتبر اسلوب جهنمي بشع لممارسة نشاطهم في زعزعة اركان النظام التعليمي، بل وبايقاف تطوره وتحديثه، حيث اصبحت تجري سراً وفي الخفاء لتصبح سوقاً علنية تعلن عن نفسها عبر الفضائيات ووسائل (الجوال) وفي مراكز الدروس الخصوصية الموزعة في مدننا، وهي تعني جميعها التسويق للدروس الخصوصية التي تقضي على “التفكير” لدى الطالب واحلال (الحفظ) للملخصات والتذكر لها.. وهذا الاسلوب مانع لتحقيق “تنمية الطلاب”.
لذلك يرى اساتذة التنمية البشرية وخبراء الامم المتحدة ان تنمية البشر قبل الحجر.. اي قبل مصالح اباطرة الدروس الخصوصية بانواعهم المختلفة لان تنمية البشر يتوقف عليها الكثير فهي (المخ) الذي يرتكز على تحقيق التعليم المانع للدروس الخصوصية حتى ولو كان في وكر مركز الدروس الخصوصية او عبر (الجوال).
التصنيف:
