دبلوماسية الاقدام .. تعكس الانتماء

• أ. د.بكر محمد العمري

أ. د. بكر بن عمر العمري
قال لي صديقي وهو ذلك العاشق للرياضة وخاصة كرة القدم بانه سعد بمتابعة مباراة (الهلال والاهلي) الاخيرة والتي جرت في لندن وأحسس مع هذه المشاهدة للمتعة انها قد ربطت المشاهد في لندن وخارجها بجماهيرها، اضافة الى انهار عكست سوقاً ثقافياً عالمياً: ان مباراة الهلال والاهلي هي منافسة سعودية غير مسبوقة تقام خارج المملكة.
وبغض النظر عن من فاز، فان صديقي العزيز عاش أحداث لقاء الهلال والاهلي ومع هذه المعايشة لاحظ ان الهدف الاساسي الذي ترجمه لقاء الهلال والاهلي لمسة من ردود الفعل عبر العالم التي شاهدت المباراة انها عكست الانتماء السعودي الذي تحقق بسبب استخدام ثورة الاتصالات العالمية.
والدورات الرياضية وخاصة كرة القدم اصبحت وسيلة من وسائل ترجمة الانتماء الوطني لانها تحرك الاتصال بين الافراد في دول العالم قاطبة من استخدام ما انتجته العولمة من وسائل الانتقال في سبيل استمتاعهم بمشاهدة منافساتهم الوطنية خارج حدود الوطن.
لذلك جاءت اقامة مباراة الهلال والاهلي في لندن منذ ايام مؤكداً لمفهوم نظرية الوظيفة في العلاقات الدولية وأنا أرى اقامة مباراة الهلال والاهلي بكل أبعادها وتأثيراتها جسرا بين الشعوب.
ويرجع المنطق السابق الى انه يؤكد ان دبلوماسية الاقدام في مختلف العالم تدعو لتحقيق التكامل والتضامن على مستوى العالم . فالرسالة التي سيتلقاها الشباب السعودي الحاضرين في مدرجات الملعب اثناء اجراء المباراة والمشاهدين لها عبر الاقمار الصناعية على مختلف اعمارهم بان الهدف من اجراء المباراة في لندن هو العمل على حشد اكبر قدر من التأييد على تأثيرات دبلوماسية الاقدام على العلاقات الدولية كجسر هام يؤدي الى عكس الانتماء الوطني.
حقاً ان اجراء مباراة للهلال والاهلي فرصة صادقة لدور دبلوماسية الاقدام في دعم العلاقات السعودية بكل ابعادها وتأثيراتها وان تكون جسراً للقديم والريث.. للتاريخ السعودي والحاضر لاقامة الاتصال بين شباب المملكة وشباب العالم. بمعنى ان مباراة الهلال والاهلي في لندن لم تعد مجرد رياضة فقط، انما كانت اداة اندماج وانصهار للشباب السعودي فيما بينهم وهم خارج حدود بلادهم وهذا هو الوجه الانساني لها لتعكس الانتماء الوطني مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون السعودي بما يعود على الشباب السعودي بالنفع المتميز,
ليس من قبيل القول ان جماهير كرة القدم يُعد نموذجاً شرفاً لحب الكرة السعودية بل وعشقها عشقاً يفوق كل وصف. وصدى الملاعب في ملاعب كرة القدم ابتداءاً من المملكة والعالم العربي الى اوروبا وامريكا اللاتينية وصولا الى افريقيا خير شاهد على ذلك.
وبذلك أدت مباراة الهلال – الاهلي الى اثارة الاعجاب والسحر والانبهار يتحكم أي من الفريقين (الهلال – الاهلي) من اساب هدير المشاهدين في ملهب المباراة.
وبلا شك ان صدى الملعب الذي استضاف مباراة الهلال والاهلي عكس تشجيع جماهير كل فريق وانه لم يأت من فراغ بل انه نتيجة المنافسة لطبيعة البشر لاظهار الكفاءة والمستوى الكروي المرتفع في المملكة.
ولكل ذلك أقول إن اجراء المباريات السعودية خارج الحدود هو الجسر القوي لرؤية ومشاهدة الانتماء الوطني الذي يحمي الوطن من شرور الحاقدين. لذلك أن الوجه الوطني لكرة القدم السعودي هو دعم وتقوية جذور الانتماء الوطني وبكل معانيه، وأنواعه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *