كُلنّا نسعى للنجاح والتميّز في حياتنا، وكل حسب تخصصه ومجال عمله وحتى أولئك الذين يعيشون على هامش الحياة وليست لديهم طموحات كبيرة ولا يسعون لتطوير أنفسهم أيضًا يتمنون النجاح ولكن دون أن يكّلفوا أنفسهم العناء، كما أن للنجاح فرحة لا يمكن أن يشعر بها إلا من تعب ومن اجتهد وثابر وأخلص في عمله سواء كان في مرحلة تعليمية أو وظيفية، فالنجاح لا يأتي من فراغ ولا تحصل عليه وأنت جالس دون عمل، ومخطأ من حصل على منصب بالواسطة ودون اجتهاد فذلك ليس نجاحًا وإنما سطوّ على مكانة الناجحين والمميزين الذين قد يشّكلون خطرًا عليه فأقل ما يفعله هو إبعادهم عن طريقه.

لتحقيق النجاح يجب أن يكون لديك الإيمان بالله تعالى وبأنه الوحيد القادر على تحقيق أحلامك ومنه تتولد الثقة بنفسك والوعي الكافي لتقدير نفسك ومكانتك وقدراتك وتحديد مسارك وما تود أن تكون عليه بعد سنوات عملك بمعنى كيف ترى نفسك مستقبلاً، وهذا ليس بالأمر الهيّن فهو أهم خطوات النجاح التي تجعلك مرتكزًا غير مهتم للظروف الصعبة التي قد تمر بها أو التى سيسعى أعداء النجاح لتدبيرها لك، ففي النهاية أنت تثق في نفسك وفي قدراتك فلن يهزك الريح.

الخطوة التالية والتي لا تقل أهميةً عن الأولى هي تحديد هدفك، فعندما تحدد أهدافك فإنك ستركز عليها وستّطور نفسك في سبيل ذلك وستعلم أين هي نقاط الضعف والقوة لديك، وكلما كنت دقيقًا في هدفك ودونته وربما رسمته فإنك ستصله لا محالة لأنك ستعمل وفق خطة تقوم فيها بتسليح نفسك بالأدوات التي تساعدك على الوصول وتحقيق الهدف ولا مانع من استحداث أهداف جديدة لم تضعها في القائمة في بداية عملك.

خطوة النجاح الأخرى هي تحّمل المسؤولية والعمل بإخلاص من أجل تحقيق أهدافك فالله سبحانه يعتبر العمل عبادة ويحاسبنا على تعاملاتنا مع الآخرين وعلى آمانتنا العملية لذلك علينا مراعاة الله في عملنا ووضعه أمام أعيننا وتجنب ظلم الآخرين أو التعدي على حقوقهم، كما أن المسؤولية تحتم علينا تحمل أعباء العمل وإعطاؤه حقه وعدم التهاون في تنفيذ أعمالنا أو تأخير مصالح الآخرين.
ومن خطوات النجاح أيضًا الاستفادة من الأخطاء وعدم الاستسلام للفشل، فكلنا نُخطئ ولا عيب في ذلك ولكن العيب أن نستمر في الخطأ ونحن نعلم به، فتصحيح الأخطاء يجعلنا أكثر حكمة ومرونة وتواضعًا ويخلق الاحترام بيننا وبين الآخرين، كما أن الاستسلام للفشل منذ أول محاولة يُحّولنا إلى أشخاص سلبيين فالأفضل تكرار المحاولة مع تغير بعض الخطط وأخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الفشل الأول والتركيز على الإنجاز والإنتاج ليكون فوق مستوى التوقعات.

– الأخلاق وأسلوب التعامل وحب الآخرين والتجرد من الغيرة المدمرة والتنافس الشريف من أسباب النجاح، فلا خير في شخص يعتقد أنه ناجح وهو عديم الأخلاق ومكروه ممن حوله!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *