في الآونة الأخيرة تداولت الصحف أخبار جرائم قتل استخدم فيها سلاح ناري تعددت فقرأنا خبرا من اعتدى على ابيه بالسلاح وآخر أصاب طليقته وقتل اخاها قرب مدرسة بنات، وشابان اختلفا فقتل احدهما الآخر بسلاح ناري والحوادث على هذا الشكل تعددت ، مما يعني ان السلاح بايدي الناس موجود، ونحن نعلم منذ زمن طويل خاصة بعد احداث اليمن في الستينات وحتى اليوم ان تهريب السلاح عبر حدودنا الجنوبية مستمر رغم الجهود الرائعة لحرس حدودنا في مكافحة تهريب المخدرات والاسلحة والبضائع الا ان التهريب لايزال وخاصة بعد الاحداث الاخيرة.
وان حدودنا طويلة عبر صحاري ويمكن ان تكون حدودنا الشمالية من جهة العراق وما يحدث فيه مؤهلة لهذا التهريب، ولا نأمنه غرباً عبر البحر، ويشعر كثير منا ان الناس في بلادنا قد أسرفوا في اقتناء الاسلحة مما جعلها في متناول ايدي الجميع حتى الشباب صغار السن الذين لم تنضج عقولهم بعد، ونعلم جميعاً خطورة انتشار الاسلحة بأيدي الناس بصورة عشوائية دون سند من نظام، فالمصرح لهم باقتناء السلاح يخضعون لبحث واذا طبقت عليهم الشروط فاستخدامهم له آمن بإذن الله ، ولحالات خاصة، وليس لاستخدامه في الجرائم ، ولما كان العصر عصر فوضى فان ترك السلاح في ايدي الناس دون نظام وضوابط سيؤدي الى اضرار بأمن المجتمع واستقراره.
لهذا فان جمع السلاح من ايدي الناس طواعية سيجنب مجتمعهم الكثير من المشكلات أقلها أن تختفي هذه الجرائم التي يستخدم فيها او تصبح على الاقل نادرة الحدوث كما ان ضبط الحدود وتجارة السلاح داخل الحدود سيؤدي حتماً الى أمن المجتمع من الاشرار ومن محترفي الفتن.
فما انتشر السلاح في بلد او تعرض لمشكلات كبيرة، اذا تركت بلا حل استعصت على المعالجة وبلادنا التي اشتهرت بالامن والامان تحتاج منا جميعا العمل لتجنيبها مشكلات انتشار السلاح.
وأما اذا رفض بعض الناس تسليم اسلحتهم التي لا حاجة لهم تضطرهم لاقتنائها كحراسة زرع وضرع واموال في صحراء فيجب إجبارهم على ذلك حفاظاً على أمنهم وأمن بلادهم.
ولا أظن لو رسمت خطة متقنة لجمع السلاح من ايدي العامة وطبقت بأمانة فلا أظن أن محباً لهذا الوطن مخلصاً له يعترض على جمع السلاح من ايدي الناس وابقائه في يد من حاجته ماسة اليه وفي يد السلطة التي تحمي ابناء الوطن عبر اجهزة الدفاع والأمن.
فمن هو ذا الذي يرفض ان يكون وطنه آمناً مستقراً يعيش في كنفه طول الزمان وهو يأمن روحه وما له وعرضه تلك هي غاية خلو البلاد من سلاح قد يستخدم لجريمة أو فتنة، خاصة بعد احداث ما اسميناه الربيع العربي زوراً فاذا به كارثة على الأوطان التي مرَّ بها، وانتشرت فيها مع الفوضى العارمة التي تحدث في أرجائها الاسلحة من كل نوع فوقعت كل ما يتصور من الجرائم فيها.
ووطننا الذي أمن عبر عقود نتمنى ان يبقى له الأمن دائماً ولن يكون كذلك الا اذا كان السلاح في يد من له الحق في ان يكون في يد لحماية الوطن وأهله ، فهل نفعل هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *