حينما لا تطبق معايير التوظيف

• عبدالله فراج الشريف

لا أشك في أن الوظيفة العامة لها توصيف في أنظمة الموظفين الحكوميين ثابتة وللموظفين الصالحين لها معايير للتوظيف واضحة، والأصل أن تطبق على جميع الموظفين بدءاً من أعلى الوظائف إلى أدناها،

وهي اذا لم تطبق مجاملة لمن تقدم للوظيفة أو من رشحه لها فالنتائج جد خطيرة، ففي هذه الحالة يصل إلى الوظيفة من لا يصلح لها، ولا تتوافر فيه الشروط والمواصفات بكل وظيفة على حدة،

والالتزام بهذه المعايير يعفي إدارات التوظيف من كثير من المشكلات التي تعاني منها حالياً، وضبط عملية التوظيف وفق المعايير يصنع الرجل المناسب في المكان المناسب، والحقيقة الملاحظة للواقع: أننا نتحدث كثيراً عن المعايير،

ولكن عندما نتعامل مع الموظف العمومي غالباً نجده خلواً عنها تماماً، بل قد نجد موظفاً لا يحسن الكتابة، فنجد فيما يكتبه رموزاً تحتاج إلى التفكيك لتعرف ما يريد اثباته على أوراق أي معاملة تمر به،

والاسوأ من ذلك قل أن تجد الموظف الذي يحسن معاملة مراجعيه، اما الاخطاء فحدث ولا حرج، بل لعل الصواب يغيب عنه في أكثر الأحوال، ولما كان الموظف العمومي يعتمد عليه في إدارة أعمال الجهاز التنفيذي كله، فالعناية به يجب ان تحظى بكل الاهتمام،

لان العناية به عناية المواطن، ولابد أن تضبط المعايير التي على أساسها يوظف ليقوم بأعمال تهم كل مواطن منضبطاً لا تجعل الموظفين سبباً لتعطيل المواطنين، وهم إن ألحقوا بالعمل من أجل أن يعينوا مواطنيهم على قضاء حوائجهم فلابد ألا يستبدوا بهم ويعطلوا مصالحهم،

فان فعلوا فهم لم يقوموا في الحقيقة بأعمالهم التي أوكلت اليهم، ووجب محاسبتهم، فالمشاكل اذا تراكمت بدون حلول صعب حلها، وتعددت في كل اتجاه، وهو ما يحدث دائماً عندما تهمل المشاكل دون حلول،

ولدينا فيما يظهر مشاكل تراكمت دون حلول بسبب إهمالنا أن نبحث عن حلول لكل مشكلة تظهر، وما دمنا لا نطبق المعايير في اختيار الموظفين العموميين، ثم لا نراقبهم أثناء العمل ولا نقومهم بين فترة وأخرى، فنكافأ المتميز منهم في الأداء،

ونحاسب من يسوء أداؤه، حنى يشعر الجميع انه لن يصل الى الوظيفة مهما ارتقت او تدنت الا من تتوافر فيه شروطها، ثم اذا عين فبقاؤه مرتبط بحسن أدائه، لمهام وظيفته التي عين لاداء مهامها المرصودة في توثيقها إدارياً،

فان المشاكل ولا شك ستتراكم بفعل الزمن ما دمنا لا نطبق المعايير ولا نحاسب، فلابد وأن نشعر الموظف أنه أثناء وجوده على رأس العمل محاسب على كل ما يقوم به، فان أحسن ترقي وكوفئ، وان اساء حوسب وعوقب،

والا شعر الموظفون أنهم سواسية المتميز منهم ومن ساء أداؤه، وعما قليل سيكف المتميز عن تميزه وينضم الى من ساء أداؤهم فتساوى جميع الموظفين في تدني مستواهم،

وهو ما يلاحظ اليوم على ادارات بأكملها، بسبب غياب الرقابة والمحاسبة، وان لم نتدارك هذا فاننا سنصل الى درجة من سوء الادارة لا يعلم سوى الله مدى آثاره المدمرة على الوطن فالادارة الناجحة إنما يعتمد نجاحها على افراد العاملين فيها،

وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة، وان نؤكد على ان النجاح ايضاً يعتمد على جهود الافراد، فلنعامل كل منهم بحسب حاله، وألا نساوي بينهم في اهمالنا لهم جميعاً فنخلق منهم سبباً لانهيار الاداري،

الذي لا أظن أن احداً منا يسعى اليه، وعلينا أن ندرك أن عزل الموظف من الوظيفة واستبداله بغيره لا يحمل المشكلة، بقدر ما يحلها محاسبته وهو على رأس العمل وتقويمه ليعمل بعد ذلك وفق منظور اداري ثابت المعايير، فهل نسعى الى ذلك بصدق وجدية هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *