حكاية من الألفية الجديدة..

• إيمان يحيى باجنيد

بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن الفتى هتان ومعه جماعة من الغلمان، تجمعوا في مكانهم كالعادة في مقهى السعادة، وحين خفّت الضوضاء وأوشك الليل على الانتهاء، تفرق الأحباب بعد قضاء بعض السويعات في جو مليء بالنكات والضحكات..
رجع الفتى هتان إلى بيته الواقع في حي البستان، ليجد في استقباله زوجه الحسناء وكانت ممشوقة القامة عفراء وتدعى هناء، بعد أن أنهت ما وراءها من مهام على الحاسوب وأنجزت كل ما كان منها مطلوب..
-“في غضب وبصوت عال” ما هذا يا شهرزاد.. ما هذه الكلمات الغريبة.؟ مقهى وحاسوب وهناء وهتان، وأين ذهبت قصص الشاطر حسن وقمر الزمان.؟
-مولاي.. ألا تعلم في أي ألفية نحن؟
-ألفية..؟ ماذا تعني بالألفية… يا سيّاف؟.
-“في ترقب وخوف ولكن بنفس هدوئها المعتاد”مولاي ليتك تنتظر إلى آخر الحكاية فإن لم تنل رضاك “في حزن مفتعل” فلتنادي السيّاف ليكون الفناء وألاقي مصير باقي النساء.
-“بعد أن هدأت ثورته”سأمهلك لآخر الحكاية فإن لم تعجبني.
-“استطردت شهرزاد “مولاي.. في هذه الألفية هتان أو الشاطر حسن أثقلت عليه الهموم وتراكمت عليه الديون، ففارق سيف الشجاعة وأصبح يحاول أن يتحلى ببعض القناعة، وبات في حيرة بين فاتورة الكهرباء وانقطاع الماء، فإن لم تكن هذه أوتلك.. أقبل الشهر تلو الشهر وأتته في آخر كل شهر رسالة بقسط السيارة ووجد على باب شقته صاحب العمارة.
أما قمر الزمان.. بعد أن كانت تقضي نهارها في مشط الشعر والاهتمام بفنون الأدب والشعر، توجهت إلى سوق الأعمال وهي تحمل قليلاً من الأمل في الحصول على عمل، حتى يقيها والشاطر حسن من السؤال أو اللجوء إلى البنوك لاقتراض الأموال، وعندما لم تجد المسكينة تحلت ببعض السكينة، فكرت ثم فكرت فلم تجد بداً من مشاركة إحدى الصديقات في العمل على تصنيع المنتجات لبيعها في المتاجر والمحلات، وحين إذن… مولاي.
( وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح )
سكتت شهرزاد إلا أن الشاطر هتان وزوجه قمر الزمان لا يزالان يبحثان عن مصادر للمال تكفي حاجة البنات والولدان، بعيداً عن المهانة وطرق الأبواب من الديانة.. وحين إذن.

للتواصل على تويتر وفيسبوك emanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *