حقاً أن ما يجري في سوريا جريمة ضد الانسانية، لكن غطرسة روسيا جعلت موسكو لا تبصر.. بل انها اصبحت غطرسة مقيتة ضحايا يطلق عليها في نظر المحللين السياسيين ورجال القانون وفي قاعات مجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة وفي مجلس حقوق الانسان (دولة متعنتة).

لقد فاقت روسيا في سجلها الاجرامي للمجازر التي ارتكبتها ضد الشعب السوري في جميع مناطق بلاده ما قام به هتلر. انه سجل يمثل مجازر واضحة المعالم. ان صور الاطفال في حلب وهم يسحبون من المباني التي دمرت من الجزار الروسي سوف تحفر في ذاكرة المجتمع الانساني صور الرعب من هذه المجازر وسلوك الجزار الروسي والتي تعد تحديا سافرا لكل القيم الانسانية والقوانين الدولية.

ان ما يجري على الارض السورية وخاصة حلب مليئة بالمجازر التي ترتكبها روسيا على مدى السنوات الماضية حتى الآن. فلقد ارتكب الروس مجازر منتهكة بذلك القوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف وراحت تقتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب والنساء دون تمييز ضاربة بعرض الحائط لكل المبادئ الاخلاقية والانسانية فترى روسيا ترتكب المجزرة القائمة في حلب، اضافة الى المجازر السابقة في جميع المناطق السورية.

لذلك رأى وزير الخارجية الروسي في الفترة الاخيرة في التعامل مع الازمة السورية على الا يدع أية مناسبة تمر من ان يخرج الوزير الروسي ليتباهى بالموقف الروسي الذي يساعد النظام السوري ودفع سوريا عامة نحو الاستقرار والامان.

ان فحصاً دقيقاً كما تم انجاز الدور الروسي في تلبية طموحات الشعب السوري المناضل ومنع ارتكاب جرائم ضده حقيقة مباهاة الادارة الروسية بالخداع والتضليل في اسلوب تعاملها مع الازمة السورية.. انها غطرسة روسية تحت استخدام الخداع على الشعب السوري والمجتمع الانساني بمكوناته الشعبية والمؤسسات الدولية.

لذلك أقول ان الوزير الروسي المتغطرس يريد اغتيال عقول البشرية الانسانية لانه يريد رجالا مثل طاغية الشام ورجاله يصفقون له ويرقصون على كلماته في التحرك الدبلوماسي وخطاباته في مجلس الأمن وتقديمه قراراً.

صحيح ان القلب ينزف دماً وكمداً جراء ما ترتكبه روسيا في حلب وغيرها من المناطق السورية لاغتيال طموحات الشعب السوري المناضل حتى لا يتمادى المجتمع الانساني البشري الدعم للمناضلين السوريين الاحرار في حالة البكاء على اللبن المسكوب والحق المسلوب على أيدي سفاح دمشق المدعم من روسيا.

ان صورة الخداع الذي نلمسه في تصريحات غطرسة وزير خارجية روسيا نلمس فيها الكذب ويتماشى التحديق في عيون وزراء خارجية دول العالم مع الابتسامة المختزلة مما يجعل الاشارة الى الذات الروسية لوزير خارجيتها والاكثار من القول نحن نقوم بدور كبير في الازمة السورية واحلال السلام بها، بينما الانباء عن الاحداث المفجعة في حلب صورة الابادة الجماعية.

الواضح ان روسيا اختارت طريق ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري في حلب مما يثير عدداً من المشكلات التي تتصل بالشرعية الدولية سواء فيما يتعلق بالقانون الدولي العام، او القانون الدولي الانساني، او القانون الدولي لحقوق الانسان او القانون الجنائي الدولي. ان كل مجزرة ترتكبها روسيا في حلب والمناطق السورية الاخرى تحمل في طياتها رسالة تريد ارسالها للعالم الى كل ما يهمه الامر بانها اختارت طريق المجازر وارهاب الشعب السوري.

فالايام تمضي والشاهد ان روسيا ترتكب المجازر مستفزة مشاعر الانسانية قاطبة ورغم ذلك لن تستطيع موسكو بجزاريها تحقيق اهدافها، وليعلم الجناة ان القانون لم يسمح بنظام جرائمهم وسوف تؤكد الايام لروسيا انه مهما تأخرت الايام في ادائها فان قوة القانون هي الاعلى .. وليست قوة السلاح الذي نفذ المحاربة على حلب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *