المعروف عن الشعب السعودي كمجتمع عربي مسلم بفطرته محبا للخير والعطاء كأفراد ومؤسسات خيرية منظمة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في داخل المملكة وخارجها، ومن سمات هذا العمل هو العادة السنوية بإطلاق السجناء في انحاء الوطن خلال شهر رمضان المبارك، ابتداء بمؤسس الدولة الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى وقتنا الحاضر في عهد الملك سلمان حفظه الله. ولقد ظهرت مبادرات فردية في القصيم تدعو للاحترام والتقدير من شباب سعودي عبر وسائل الاتصال الاجتماعي بالتعاون مع المؤسسات الحكومية المتخصصة في رعاية السجناء ليتمكنوا من خلالها الإفراج عن معسرين خلال شهر رمضان المبارك من اصحاب “الحق الخاص“، سرعان ماوجدت قبولا شعبيا واستحسانا شارك فيه الكثير من جميع القطاعات لينالوا الاجر باعادة السجناء الى احضان اسرهم في هذا الشهر الفضيل.
واصبحت المدن السعودية تتسابق للافراج عن السجناء من خلال هذه الحملات المنظمة في هذا الشهر المبارك. ولاهمية هذه الحملات، والمبالغ الكبيرة التي تم تجميعها من اصحاب الخير لاخراج السجناء من عليهم ديون تحديدا خلال شهر رمضان، فوجود جهة تنظيمية تراقب صرف هذه الاموال لمستحقيها في الوقت المحدد، وهو شهر رمضان، ومراجعة قوائم اسماء السجناء الذين تنطبق عليهم شروط اطلاق السراح، والمبالغ المتاحة لدفعها لاطلاقهم.
وحيث انه هناك جهات متعددة تعمل معا لهذه الغاية باسلوب مختلف عن الاسلوب السابق المتعارف عليه بتبرع اصحاب الخير بمبالغ لاطلاق السجناء بشكل فردي ويدفع مباشرة للادارات المختصة بالسجناء، فلذلك فان التنسيق وتوزيع المهام لتنفيذ اطلاق السجناء وسداد الديون عملية ليست بالسهلة لتداخل مهام الجهات المعنية بذلك, مما يسبب تاخيراً في السداد وبقاء السجين داخل السجن، ومشاركة السجين اسرته صيام شهر رمضان المبارك.
فتضافر الجهود لهذا الهدف النبيل الذي يخدم فئة من المجتمع التي استدانت لتتمكن من شراء منزل، او تورطت في برامج الاسكان، او ماشابهه من قضايا لتأمين مستلزمات الحياة الاساسية حتي انها اصبحت ظاهرة يجب الالتفات اليها ومحاولة الحد من انتشارها بشكل اكبر، لان سداد الدين حل مؤقت لمشاكل مزمنة يجب حلها، وايجاد مكاتب ارشادية للتعامل مع الاستدانة قبل وبعد حصولها لتتمكن الاسرة السعودية التاقلم مع الوضع الاقتصادي الجديد التي تمر به البلاد.
فالاستدانة اصبحت مشكلة قائمة يعاني منها شريحة كبيرة وبشكل متزايد، ويجب علينا كمجتمع بكل طوائفه الوعي بهذه المشكلة ومحاولة ايجاد حلول لها قبل استفحالها، وعندها لن تكون حملات الخير بكافية لسداد الديون المتراكمة. وكل عام والوطن بالف خير.
t: @fahdabntsaud

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *