[COLOR=blue]محمد معروف الشيباني[/COLOR]

إعلامياً تُطلقُ (الفبركة الإعلامية) على تلبيس الحق بالباطل بتحريف معطيات الحقيقية وإضافة معلومات أخرى للتشويش و قلبِ الحق إلى باطل والباطلِ إلى حق. وهي من أهداف بعض وسائل الإعلام. لكن الجديد في ساحات الصراع المصري أن المعارك الإعلامية، الأشد ضراوةً من مليونيات الساحات واحتكاكاتها، نقلتنا لأول مرة من التضليل المعلوماتي إلى مرحلة مبتكرة هي (توثيق التضليل). كان الأمر مقصوراً على تركيب الصور (فوتو شوب). ثم تعدى مؤخراً إلى تركيبِ وتَراكُبِ المشاهد التسجيلية المتحركة بما فيها الأصوات، حتى يظهر المقطع واقعاً صادقاً، و هو لا يحوي منهما إلّا ما يفرض إحكامُ الفِريَةِ على المنتجِ إبقاءه لتوثيق مشهده. برعت كل الأطراف في ذلك. لكن ما يعنينا هنا هو (تنبيه) المشاهد المتلقّي لئلّا يصدق كل ما تراه عيناه و تسمعه أذناه في أي مشهد بأي بلد. وهذه لَعمري مفارقةٌ كبيرة. فأيَّ شيءٍ يصدق إن لم تكن عيناه و أذناه. هي إحدى تحدياتِ زماننا.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *