تغيير نمط أسلوبنا الإعلامي

• عبدالله فراج الشريف

حتما كلنا نشعر بأن أسلوبنا الإعلامي في مواجهة العالم اذا حضر هو أسلوب يعتريه الضعف، فخطابه من النوع الذي لا يحرك ساكنا لدى من يوجه إليه وان لم يحضر فغيابه كارثة، وبلادنا مادة الإعلام العالمي كله والعربي المشوه، وفي العالم وسائل إعلام متخصصة في توجيه اللوم لسياستنا الخارجية في كل حال، ووسائل أخرى همها تصيد أخبار ولو كانت مفبركة تسيء إلينا ولها أبواق إعلامية في الغرب والشرق، فالصحافة الغربية لا تتناول خبراً عن المملكة إلا وصاغته بالطريقة التي تجعل منه محاكمة لسياسة بلادنا، وهذه الصحافة في دول تزعم صداقتنا كالصحافة البريطانية، وهي أشدها مواجهة لسياساتنا في الداخل والخارج ثم وسائل إعلام أمريكية متخصصة في نقد سياستنا بما تتوهمه أنه صادر عنها، وفي أوروبا عدة بلدان صديقة فيها إعلام يكاد أن يكون موجهاً لنقد كل تصرف لمسؤول سعودي حتى ولو كان تصرفاً معتاداً في الغرب والشرق والبحث عن أسباب موهومة له يمكن أن توجه بلوم لنا على أمر لم يقع اصلاً، ومع وجود وسائل التواصل المختلفة المليئة بالسوء تجاهنا تؤخذ عنها كبريات الصحف وقنوات الفضاء أخبارها، وهي تعلم يقيناً أن ما تذكر كله مفبرك لا حقيقة له، وقد آن الأوان ونحن في مرحلة أصلاح شاملة أن نعيد النظر في أساليبنا الإعلامية في الداخل والخارج، وألا نخجل أن بين العاملين في إعلامنا من هو غير متخصص علمياً في الإعلام ولا متابع لما طرأ عليه عالمياً من تغيير، وفيه غير الكفء الذي يتوهم أن الإعلام فقط وظيفة يمارسها دون إبداع ولا تجديد، أما النقص في المتعاملين مع الإعلام عندنا فهو أمر لا يمكن حصره في مقالة كهذه، ولابد لنا من مراجعة دقيقة لكل وسائل وأدوات إعلامنا، ووضع خطة إعلامية مدروسة بعلم وخبرة، وإنشاء أكاديمية لتخريج إعلاميين أكفاء، ليكونوا قادة لإعلامنا الداخلي والخارجي، يتدربون فيها ويدرسون فيها، ليكونوا قادة إعلام ناجح بحق، يتسلمون العمل في وسائل إعلامنا وقد أصبحوا أكفاء يعتمد عليها في شرح وجهة نظر بلادنا عبر كل المواقف السياسية في العالم، إني لا أخجل عندما لا أجد تحليلاً سياسياً موفقاً عند حدوث وقائع عالمياً بارزة، ولا أجد تحليلاً واقعياً لخطواتنا الإصلاحية التي تتم اليوم، وأرى العبث بمديح وثناء لمن استحق ولمن لا يستحق، وأجد مبالغة هنا أو هناك فجة، بل لعلها أحياناً تضحك الثكلى، ولا أجد مخبراً نقل إلينا خبراً صحيحاً قد صاغه بالشكل الذي يصل الجميع بصورة واحدة لا بصور متعددة، والدول اليوم تدرك أن الإعلام أهم أدوات الهجوم والدفاع سياسياً واقتصادياً في عالمنا اليوم، والإعلام يصوغ حرباً تنوب عن حرب عسكرية باهظة التكاليف، إن الاهتمام بالاعلام وإعادة النظر من أهم وسائل الإصلاح في عالمنا المعاصر وأرى اليوم وللاصلاح في بلادنا قائد مسيرة بدأت الإصلاح من أول يوم تولى فيها خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله، وولي عهده الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لرسم خطة لإصلاح شامل في البلاد بدأنا نحس ثمارها، فلتكن النظرة للإعلام مسموعاً ومقروءاً ومكتوباً نظرة إصلاح شامل تغير أوضاعه، وتصنع منه صرح دفاع عن هذا الوطن الأغلى بين أوطان الأمم، وإني لواثق أنهم فاعلون والله الموفق لخير السبل للنهوض بالوطن وأهله إلى مصاف دول العالم المتقدم.
ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *