يعاني بعض الناس من عدم القدرة على التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم ويواجهون صعوبة في وصف أحاسيسهم، وقد يفوتون الفرص المناسبة عليهم لأنهم لم يعبروا عن مشاعرهم، كذلك البعض يواجه مشاكل في وصف احتياجاته ورغباته ومقترحاته وتدور الأفكار في رأسه ويختنق بالعبارات ولكن لا يتكلم، في بعض المواقف ينتظر الطرف الآخر ردة فعل الطرف الأول ولكن للأسف يخذله فلا يعّبر بالطريقة المطلوبة أو التي يجب أن تكون فيصاب بخيبة أمل.
العلاقات الإنسانية تعتمد على التبادل والأخذ والعطاء، وصعبة تلك العلاقة التي تقوم على مبدأ الأخذ دون العطاء وإن كان الشخص المعطاء لا ينتظر المقابل ولكنها الطبيعة البشرية المفترض أن تكون، لتنجح العلاقات ويشاع الحب ويسود العدل بين الناس، يجب تدريب الصغار على التعبير عن مشاعرهم وتعويدهم على ذلك وبالتالي سينشأون على هذه العادة التي تخفف عنهم الضغوطات في الكبر وتجعلهم مريحين أكثر في التعامل وينعكس صدقهم وشفافيتهم على ملامحهم، بعكس الشخص الصامت الذي يلف نفسه بالغموض والذي يكابر على التعبير عن أحاسيسه سواء كانت سعيدة أم حزينة، فمثلاً في الحزن يقاوم البعض ضعفه ويكبت دموعه ومشاعره تجاه فقد عزيز، ويعتقد أن ذلك ضعف يجب أن لا يراه الآخرون والعكس هو الصحيح فلا يوجد قانون ولا مبدأ يمنع الإنسان من التعبير عن مشاعر الضعف أمام أهله وأصحابه والأهم أمام نفسه، فالإنسان عبارة عن مجموعة من المشاعر الإنسانية التي يجب أن يعبّر عنها ويستخدمها في أوقاتها دون مبالغة في إخفائها أو إظهارها.
يتحول الشخص غير القادر على التعبير عن مشاعره إلى شخص جامد وقاس في بعض الأحيان وقد لا يكون هو كذلك فعلياً ولكن تصرفاته تعكس ذلك، فكيف يعرف من حوله إن كان سعيداً أو مرتاحاً أو حزيناً إن كان لا يُعّبر عن ذلك، ولا يتوقع أن الآخرين سَحَره وبإمكانهم معرفة مشاعره دون أن يعبّر هو عنها، فهذا من أهم أسباب الخلافات وسوء الفهم الذي قد ينشأ في العلاقات لاعتقاد كل طرف بأمر ما، واعتقاده أن الطرف الثاني فاهم في حين أنه غير ذلك!
عندما تستاء وتغضب عبّر عن مشاعرك تجاه الآخرين وامنحهم فرصة يوضحون وجهة نظرهم وافهم دوافع سلوكياتهم التي قد تكون أغضبتك، وعندما تحب وتكون سعيداً وممتناً لشخص أسعدك عبّر أيضاً له عن مشاعرك وفصّل أحاسيسك تجاهه لأن ذلك سيقربه منك أكثر وسيفهم ويعرف أهميته عندك ومقدار حبك له، وإن كان يعرف بمشاعرك تجاهه لا مانع من التعبير عنها بين حينٍ وآخر أو في المواقف التي تستدعي ذلك، عبّر عن سعادتك لنجاح أحدهم أو تفوقه، عبّر عن إعجابك بأمر ما واجهك واشكر الأشخاص الذين يساعدونك أو يفرحونك ويؤدون لك خدمات تسعدك وتريحك، فهذا سر نجاح العلاقات الإنسانية واستمرارها!
الناس تحب أن تسمع وترى كل ما هو جميل، وتعبيرك عن مشاعرك بالقول أو الفعل أو حتى الكتابة يبهج من حولك ويجعلك أكثر ارتياحاً وقريباً ممن يتعامل معك!
تجنب المبالغة في التعبير عن مشاعرك حتى لا تكون منافقاً أو (مليقاً) كما نقولها بالعامي، الوسطية وتقدير المواقف واختيار الشخصيات هو ما يجب أن نتحلى فيه في علاقاتنا الإنسانية!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *