تحول في الفكر التكفيري

بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، وهي تنعم بمزايا لا تجدها في أقرب الدول المتقدمة، أو المجاورة !! وأهم تلك المزايا التكاتف، والتماسك، والتعاضد بين أبناء الشعب، رغم اختلاف لهجاتهم، وتنوع قبائلهم، وتعدد طبقاتهم، واختلاف عاداتهم، سواءً كان ذلك المواطن بدوي أو حضري، شمالي أو جنوبي، شرقي أو غربي !! كان التآلف والتواد والتعاون، سمة وصفة ملازمة، لكل أبناء الوطن الحبيب، ولله الحمد والشكر والمنّة.
ولكن الوضع تغيّر لبعض شباب الوطن، بشكل دخيل على مجتمعنا !! فبرزت بعض الأفكار والتوجهات، لدى بعض الشباب المتأثرين بأفكار أعداء الوطن، من خارج الوطن، بدأت تأخذ نوع من التطرف، متخذة الإرهاب وسيلة رئيسة لنشر فكرهم المنحرف، وعقيدتهم الضالة، لتعبر عن ضحالة فكرهم، وتفاهة أفكارهم !! فتم مواجهة هذا الفكر من قبل رجال الدولة بكل اقتدار، وبحكمة ورؤية ليس لها مثيل!! ولعل برامج المناصحة الفعّالة التي ردت الكثير من الشباب المغرر بهم لجادة الحق، وطريق الصواب، أكبر دليل على حب هذه الدولة لأبنائها، وحرصها عليهم، وعلى صلاحهم، وإصلاحهم، لأن بصلاحهم يصلح الوطن !!
لكن ما حدث ويحدث في هذه الحقبة الزمنية الحالية، من تغيّر في الفكر، وتحوّل في الأفكار، فتحوّل البعض، من إنسان له حرية الفكر، والتفكر، بعقل، ووعي، وإدراك، إلي مجرد دمية، مبرمجة وكأنه خاضع لنوع من السحر، أو التنويم المغنطيسي، أو البرمجة العقلية، أو ما يسمى المخدرات الرقمية!!
وبذلك رأيناه في وضع بهيمي، بل والله إن البهيمة أفضل منه!! تجرّد من أدنى صفات الإنسانية، والرحمة، يُقدِم على قتل والديه واخوته واقاربه!! بدم بارد، وبدون رحمة، أو شفقة!! أي دين، وأي فكر، وأي نهج، وأي منهج هذا الذي يدعوك لارتكاب تلك الجرائم الشنعاء!! وبحق من ؟!! مصيبة وأي مصيبة!!
لكن الله لكم بالمرصاد!!
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ? وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال 30).
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000