ليست الغَريبُ أن ينفجر العراق. بل الغَريبُ ألّا ينفجر أو أن يطول به مَخاضُ الإنفجار.
أكثر من عشرِ سنواتٍ عِجافٍ إِلَّا من القتل و الثارات و التّنكيلِ. قاداتُها عراقيّون هَويّةً خارِجيّون حقيقةً. قَطّعوا بلاد الرافديْن إرباً إرباً. نَهَشوا لحمَه..لاكُوا أكْباده..فَصْفَصوا عِظامَه.
نَكّلوا به..قَزّموه..لا إقتصاد يُنْجِد..و لا جيشَ يُرجى..و لا جار يُستصرخ. فقد نَهَبوا نفطَه و ثرواتِه..و حلّوا جيشاً كان مضربَ الأمثال ليُشتّتوه بين عصابات (داعش) و ميليشياتٍ طائفية..و حوّلوا علاقاتِه بجيرانِه إلى عداوات.
بإيجازٍ : “باعوا العراقَ لإيران بثمنٍ دراهمَ معدودةٍ لتَثْأر من شعبِه و أرضه لسنواتِ حربِه عليها في الثمانينات يَوْمَ جَرّعها السُّمَّ الزُّعاف”.
و لم تَكُنْ طهرانُ حكيمةً في (إدارة) عراقٍ سوَّدتْهُ عباءتُها..فآثرتْ التنكيلَ على الهَوادة..و إستعجلتْ الإبتلاع على المُداهنة..أي غَلَّبَتْ الإنتقامَ على الدهاء و الحكمة.
لذا طبيعيٌّ أن (ينفجر) بُركانُ الرافديْن..و تتقاذَفَ حِمَمُه يَمْنَةً و يَسْرةً لسنواتٍ قادمةٍ مُحزِنة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *