بوابة الشر !!
نحن نعيش في هذا الزمن في تأرجح ودوامة، أجزم أنه لم ينج منها إلا القليل القلة من أفراد المجتمع !!
إنَّ من يقارن بين زمننا الحالي، الخالي من صدق المشاعر، ونبل المقاصد إلا من رحم الله!! وبين الزمن الماضي المضئ بمعاني جميلة تلاشت في هذا الزمن واندثرت !!
ففي الزمن الماضي كان هناك تشابه وتماثل وتقارب !! تشابه في الظروف، وتماثل في الأوضاع، وتقارب في المعيشة بوسائلها المحدودة، وطرقها المعهودة !!
حياة في ظاهرها الشدة، والقسوة، والتعب، وبذل الجهد، وسكب العرق !! وفي باطنها الراحة، والسعادة، والطمأنينة والاستقرار!!
تكاتف، وتكامل، وتعاون، وتماسك بين كافة أطياف المجتمع، وشرائحه، فلم يكن هناك طبقات اجتماعية متباينة، أومستويات ثقافية متباعدة، بل لم يكن هناك وسائل انفصال اجتماعي متواترة!! كانت البيوت متلاصقة، والقلوب متصافية، والأنفس متقاربة، والأحلام متشابهة، والآمال متطابقة!!
أما في وقتنا الحاضر الحاصر، الذي حصر الأنفس في ضيق التعامل، والأرواح في متاهة التنافر، والعزلة في حاضر الوحدة، ومستقبل الغربة !!
وسائل قيل إنها: وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في حقيقة الأمر وسائل الانفصال الاجتماعي، والتفكك الأسري، والتباعد المجتمعي، بل هي طريق للإحباط النفسي!! والتنوع الإجرامي!!
فهناك دراسات تناولت هذه الجزئية، محاولة حل القضية من خلال معرفة الخلل، لهذا الأمر الجلل!!
ولعل الدراسة الأمريكية الأخيرة إحداها!! والتي أكدت أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من نسب الإحباط بشكل كبير !!
حيث أكدت الدراسة أنه كلما زاد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عن ساعة في اليوم زاد معدل الإصابة بالإحباط !!
تصوروا !! ساعة واحدة فقط في اليوم!! تصيب الإنسان بالإحباط!! فماذا نقول نحن عن الساعات الطويلة من اليوم،الذي يستخدم أفراد المجتمع السعودي مواقع التواصل الاجتماعي!! إنه الإدمان الاجتماعي لتلك الوسائل!! بل هو بوابة الشر لكل أمراضنا المجتمعة، ومشاكلنا الاجتماعية، واحباطاتنا النفسية، وتخبطاتنا في علاقاتنا الأسرية !!
آمل أن يعيد رب كل أسرة حساباته في هذا الجانب ويغير طريقة حياته، بترتيب أولوياته، ومعرفة احتياجاته، من الثورة التكنولوجية، والمعلوماتية، ووسائل الإتصالات،والاكتشافات العلمية، والتطورات التقنية!! فيكون معتزاً بنفسه، قدوة لأسرته، مفيداً لمجتمعه!! ومن خلال ذلك يستطيع تعديل حياة أسرته للأفضل، فهو راع وكل راع مسؤول عن رعيته!
ودمتم بود.
الرياض
[email protected]
..Twitter:@drsaeed1000
التصنيف: