بنات جدة وماذا بعد الكارثة ؟
صالح المعيض
منذ أعوام وفي أعداد سابقة تطرقنا بكل مصداقية وتحري وقرائن إلى بعض مايعانية أولياء الأمور مع تعليم بنات جدة من سلبيات تسيء إلى العملية التربوية من تأخر تسجيل الطالبات وأرفقنا يومها الصرخات المتناثرة هنا وهنالك عبر صفحات الصحف تطرقنا إلى مسألة الصيانة والمخاطر المترتبة عليها وأرفقنا يومها الشواهد بأسماء المدارس والتواريخ وما ورافق بداية العام الدراسي من إهمال لم يكن مسبوقا من قبل رغم تأكيدات ولاة الأمر واستحداث آلية حديثة للتطوير ولكن مع ذلك رأينا كيف أن مدارس ( روعت وأغلقت ) وطلب من أولياء الأمور سرعة العودة للمدارس واصطحاب بناتهم وأقفلت المدارس أياماً ومع ذلك لا أحد يحاسب أحد وكأن الذي أخلي وأغلق ( محل بنشر أو مغسلة ملابس ) كل ذلك كان بالأدلة والبراهين القاطعة ومع ذلك اتهمنا بعدم التحري وكأننا لاسمح الله ننتظر كارثة أكبر لكي يقول من يقول ( وماذا يفيد البكاء على الدم المسكوب ) وكأننا نحتاج إلى عقود أخرى لكي تنجب مؤسساتنا من يدرك عظم ومسؤولية أن تغلق مدرسة ( ساعة ) فكيف بأيام .
ما كنت لأعود للموضوع لولا الكارثة التي حلت بمحافظة جدة وبمدارس براعم الوطن الأهلية ونتساءل في نفس الوقت ، هل تعليم بنات جدة فعلا خير مؤتمن على هذا المدارس بمحاورها المهمة ، من مبنى ومعلمة وطالبة ومنهج أم أن الأمور لازالت تسير بالبركة ، والأخطاء تختفي وراء المجاملات والمحافظة على المناصب ، لن أتكلم هنا عن المعلمة والطالبة والمنهج .
ولكن بعجالة تسمح بها مساحة الزاوية سأتناول المبنى في خضم هذه الإشكالات التي أدت إلى الكارثة , وأتساءل هل القسم الهندسي في تعليم البنات يُعطي جانب الأمن والسلامة أهمية ، وهل هنالك جولات دورية وبالذات على المدارس الأهلية والحكومية المستأجرة تتقصى جوانب السلامة .
هل هنالك تنسيق مع إدارات الدفاع المدني ، لقد أصبحنا نرى بين كل مدرسة أهلية وأخرى مدرسة أهلية لا نعلم أنها مدرسة أهلية إلا من خلال التزاحم في ساعة الظهيرة لأخذ الطالبات ، وحتى لا أغدو بعيداً سأقدم شاهداً واحداً للتدليل على ذلك ، تدركني صلاة الظهر أحيانا بمسجد ( البراء بن عازب ) المجاور للثانوية ( ) بحي الفيصلية وبعد الخروج من المسجد أفاجأ بازدحام شديد على مبنى متهالك بشارع ( شوله ) أنشيء فيه هذا العام مدرسة بدون لوحات بدون حراسة اللهم الساعة الثانية عشرة والنصف تقذف هذه المدرسة إلى الشارع عشرات الطلاب والطالبات من مختلف الأعمار.
هذه المدرسة وغيرها أنا متأكد تماماً أن إدارة تعليم بنات جدة لا تعلم عنها شيئاً وإذا علمت فهي متغاضية ، وسبب إيرادي لهذه المدرسة أنها في مبني غير متوفر فيه أدنى مواصفات المدرسة العصرية وأكيد يتبع ذلك انعدام وسائل السلامة ثم الأهم مجهولة لا لوحات ولا حراسة ، وهنا مكمن الخطر ، ومثل تلك المدارس لا شك مشاريع كوارثية لاسمح الله ونحن هنا لا نكتب لمجرد الكتابة بقدر ما نستجدي همة مرفق متكامل ومهم وحتى لاتتحول مدارسنا إلى مصدر كوارثي يتلظى بنارها الكثير ، وما مدرسة براعم الوطن رغم أنها مبنى كما يبدو من الصور مؤسس على أنها مدرسة ، لكن يظهر أن هنالك ممارسات خاطئة تتنافى وأبسط مقومات السلامة حدثت وتحدث في معظم مدارسنا ، فهلا استفاق تعليم بنات جدة من هذا السبات المعيب هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 فاكس 6917993
التصنيف: