(بلاش نجيب في سيرة الناس..!)
نردد هذه العبارة عادة قبل ذكر دعاء كفارة المجلس بعد أن نكون قد قضينا نصف يومنا ونحن نذكر فلان وفلانة، ونتعجب مما يفعلونه مع من حولهم، وكأننا قد تنزهنا عن فعلهم، لكن الحقيقة هي أننا نحاول أن نبعد بعض من صفاتهم التي قد تمثلنا من قريب أوبعيد.. قَولي هذا مبني على قاعدة في علم النفس تقول في مضمونها “أن الإنسان قد يكره في نفسه صفة ولا يدرك أنها موجودة فيه، فيبدأ برفضها عندما تصدر ممن حوله من الناس”.
لعل الشيء بالشيء يذكر ففي أحد الدورات التدريبية.. طلبت المدربة أن نتذكر خمسة صفات لخمسة أشخاص لا تعجبنا، وبعد أن قمنا بتدوين ما نراه من وجهة نظرنا أنه مرفوض، طلبت أن نقوم بشطب أسماء الأشخاص لتقول بعدها: (أنظري للصفات التي كتبتها.! ستجدينها في شخصك)، قد يكون ما ذكرته غير صحيح، أو أن تلك المدربة تعتنق فكراً من نوع ما لا ينطبق على أرض الواقع، إلا أنها جعلتني أتذكر ما قامت به وأسقطه على ما أحاول أن أتجرد منه في هذه الأيام وفي هذه اللحظة بالتحديد.
من السهل علينا أن نقول لبعضنا (بلاش نجيب في سيرة الناس..) أو ( دع الخلق للخالق).. ولكن كيف يكون الحال عندما أوجه هذا الحديث لنفسي.! فأطلب منها أن تخرج ما توسوس به داخلها لتترك الأمر وتنصرف إلى ما يجدي من باقي أمورها.. ليس بالأمر اليسير، ولعل السبب يعود في الغالب إلى ما يتركه بعض الأشخاص في نفوسنا من تساؤلات ممزوجة ببعض الضيق والإنزعاج، يجعل النفس تتجه نحو الرغبة في رد الصاع صاعيين فقط للشعور بالراحة، مع أن هذه الراحة لا تأتي من ذاك الطريق، فهناك ما هو أكثر بهجة ومدعاة للسرور يمكن أن يعوضنا عن أناس من هذا النوع، إلا أن تفكيرنا أنصب نحو ما فعلوه فينا، ففقدنا قدرتنا في التحكم بمشاعر الحزن والفرح.
قد يؤثر فينا موقف يمارس على الآخرين أمامنا ولا يكون لنا فيه حيلة، أو صاحب سلطة يستغل سلطته بعنجهية خرقاء تجاه من حوله، أو مقال لكاتب يدعي الحياد وقد تملكته العنصرية لأخمص قدميه.
في نفسك تتمنى لو أنك قلت للأول اتق الله فيمن حولك ولأخبرت الثاني أن الجنة لا يدخلها من كان في نفسه كِبر وأما الأخير فقد ترغب في أن تشد على أذنه وتهمس فيها قائلاً : “إن لفت الأنظار إليك لا يكون بتجميع أكبر قدر من الأعداء وأن الكاتب هو بوح القارئ وأن هذا القلم الذي وهبه الله لك لا يجب أن يُملأ حبره من المقت والحقد وإزدراء من حولك وما حولك والانتقاص من هوياتهم..
ليس مطلوب أن تفعل كل ما سبق، ولتكتفي بالبحث في نفسك علّك تجد ما يشغلك عن أخطاء الآخرين.
عبارة سمعتها من إحدى الناشطات في المجتمع وتمنيت أن أسير وفقها 🙁 أنا لن أبحث عن التغيير فيمن حولي فإن الله وحده هو القادر على تغيريهم إذا شاء، ولكني سأحرص أن أغير من نفسي فلا أدعي مالا أفعل..)
للتواصل على تويتر وفيسبوكemanyahyabajunaid
التصنيف: