بدون ملابس …
لقد لعبت مؤتمرات الخطوط السعودية أثناء عملي بها دورا رائدا في رسم الاستراتيجيات، ووضع الأهداف والخطط التي تساهم في بناء المؤسسة وتطوير خدماتها وتلبية احتياجات عملائها .. كي تستطيع أن تنافس خطوط الطيران العالمية ….
وكان يتخلل فعاليات المؤتمرات محاضرات وندوات عالمية علي يد خبراء عالميين يقودون عمليات التحول والتغيير في جامعاتهم ومنظماتهم، منهم علي سبيل المثال د. نوال تانيجا .. ود فورست هاردنج .. واياكوكا .. ورائد التعليم الإبداعي ادوارد دوبونو والدكتور عادل صادق .. والدكتور حسين حمادي والدكتور نبيل شعث.
والدكتور صبري الشبراوي والدكتور محمد شعلان وغيرهم كثر .. لا تسعفني الذاكرة في سرد أسمائهم .. هذا بالإضافة إلى فقرات وتمارين تنشيطية لعقل وفكر مدرائنا … وأذكر أننا كنا نحضر جلسات المؤتمرات ونحن مرسومون متأنقين بمشالحنا وبدلنا الرسمية .. وتصرفاتنا وسلوكياتنا بعيدة تماما عن التلقائية والعفوية .
. وفي أحد الأيام فاجأت الحاضرين بعد تحفيزهم بأن يخلعوا ملابسهم ويحضروا جلسة المؤتمر بملابسهم الداخلية .. وضجت القاعة بالضحك والهرج ..والمرج.. والاستهجان والاعتراض .. فما كان أمامي إلا أن أكون قدوة لهم بوصفي مديرا للمؤتم،ر وأخلع ملابسي (بالطبع كنت مرتديا بدلة) حيث عندما أخلع بنطالي سأكون فقط بالفانيلة و….. على غير ما سيظهر عليه الغالبية ( بالفانيلة والسروال) ..
وتجاوب معي غالبية الحاضرين فورا، وعلى رأسهم الزميل الشجاع الأستاذ طلال محسن أحد مدراء الفروع آنذاك .. وجلسنا داخل القاعة دون استياء أو خجل إلا البعض القليل منا جدا .. وبالطبع تحركنا خارج مقاعدنا وتفاعلنا جميعا ..
وأثناء التمرين أتاني أحد الزملاء وأسر لي في أذني بأن الفانيلا التي أرتديها مخزوقة من تحت إبطي، وكذلك شرابي مخزوق من الكعب .. والحمدلله أنه لم يرَ خزقا آخر في مكان آخر ….
فقلت له: لا حرج، اذهب إلى مقعدك وأعلن هذا التنبيه لي من هناك، وعلى المايكرفون ..فتردد كثيرا، ولكنني ألححت عليه .. وضحكوا جميعا وضحكت معهم .. وقلت لهم: الآن الرسالة وصلت من التمرين ..
لكي نعرف بعضنا جيدا .. ونثق ببعضنا البعض لا بد أن تتسم تصرفاتنا ونقاشاتنا بالشفافية والوضوح والصراحة .. لكي نتعرف على بعضنا البعض لا بد ان نخلع أقنعتنا وملابسنا ونبقى على سجيتنا، كي تكون الشفافية والثقة محور علاقاتنا … اخلعوا أقنعتكم وملابسكم .. وكونوا طبيعيين ….
التصنيف: