ان العالم يتغير … الدوام الرقمي

زين امين

زين أمين

قبل عقدين من الزمان في العديد من الشركات حول العالم كان طلب اية ادارة او مدير لجهاز كمبيوتر مكتبي للعمل عليه يعتبر رفاهية مبتذلة .. وقبل عشر سنوات كان طلب جهاز كمبيوتر محمول يمر في دهاليز البيروقراطية بغرض التقييم والمناقشة والمساومات لقياس مدى جدوى شراء او توفير جهاز الكمبيوتر وتكوين لجان وتحديد ادارات بعينها لتقرر فيما اذا كان هناك جدوى من توفير الجهاز لتلك الادارة او ذاك المدير او هذا الموظف .. في حين اذا كنت تطلب عشر آلات كاتبة التقليدية او اجهزة فاكس لا يوجد في ذلك غضاضة ولا يحتاج الي كل هذا الجهد والتمحيص للحصول علي الموافقات النهائية.

دعونا نلقي نظرة علي عالم اعمال اليوم فان التكنولوجيات الحديثة غيرت وجه وشكل وسلوك سكان الكرة الارضية وبالتالي تغيرت منظماتنا ومدارسنا ومنازلنا وشوارعنا ..حتى الحمامات والمطابخ اصطبغت اجهزتها وادواتها بالتكنولوجيا. هذا ما يحدث فعلا عند كل حقبة او ثورة زمنية تقتحم العالم في عملية التطور والتقدم.

احدث الدراسات تشير الي ان شباب اليوم يبحث عن المنظمات والشركات التي توفر لموظفيها بيئة عمل رقمية مجهزة بأحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمرونة في اداء الاعمال عن بعد .. حيث الحضور الي مقرات الاعمال للعديد من المهام والوظائف يعتبر من مخلفات الماضي.

خذ مثلا رجل المبيعات كان عليه في بداية ونهاية كل يوم عمل ان يذهب الي مقر عمله لطباعة كروت الدوام. لإثبات حضوره الي العمل…منظمات وشركات اليوم همها الاول والاخير هو الانتاجية علي مدار الساعة وفق معايير وضوابط وظيفية محددة .. الخ …

كما ان الدراسة تشير الي اهمية التواصل الاجتماعي بين الموظفين علي مدار الساعة مما يعزز العمل الجماعي والتعاون بينهم. وهذا لا يمكن تحقيقه الا من خلال تجهيزات تكنولوجية مكتبية متطورة.

التكنولوجيا حولت عالم الاعمال الي عالم متحرك ..متنقل ومتجول .. يمكن للموظف ان يؤدي عمله عن بعد ولا يهم المنظمة اذا كان في منزله ..ام في الشارع.. او حتي علي كراسي المقاهي ..ما يهم هنا هو.. تحقيق الهدف ..
المطلوب من المنظمات اعداد بنية تحتية متطورة تكنولوجيا تتيح العمل بمفهوم المكاتب الذكية لادارة الاعمال ..

وتعمل بتقنيات الواقع الافتراضي في كل متطلبات الاعمال. وهذا النهج سيوفر الكثير من مساحات المكاتب ..وقاعات الاجتماعات والاجهزة والمعدات والاثاثات المكتبية. .وبالتالي ستتقلص نفقات الايجارات ومصاريف الصيانة والاضاء والمياه … الخ …

هذا التوجه في عالم المكاتب والاعمال الذكية سيتيح الفرصة للموظفين ( ان اضطرتهم) الظروف للتواجد في المكاتب ..ان يكون الخيار لهم في استعمال المكاتب مشاركة وبمساحات مفتوحة تتيح لهم الاستمتاع بالتصميمات الداخلية والتي يراعي فيها ان تكون جزءا من الطبيعة الخارجية ..لرفاهية الحياة ..

تخيل تطبيق هذه المفاهيم في الاجهزة والمنظمات الحكومية والتي ترزح تحت وطأة كثافة الموظفين واعدادهم.الهائلة .. كيف سيكون عليه الوضع لو ان نصف هؤلاء عملوا من منازلهم دون الذهاب الي مقرات الاعمال .؟

هذه المطالب ليست رفاهية ..انها مطالب ذكية وملحة لحل العديد من المشاكل في المرور وازدحام السيارات وتقليص الحوادث ووفرة وقود السيارات والمواقف واكتظاظ المكاتب بالبشر وحل مشكلة نقص الحمامات وتوفير اماكن الراحة والصلوات وغيرها الكثير من العوائد الايجابية.

عزيزي القارئ هذه الفكرة قيمتها مليار ريال ادعوك لنعمل من اجلها …ونقتسمها.
بالأحلام يمكننا ان نبني المستقبل.
ان العالم تغير.

التصنيف:

One Response

  1. السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية عطرة استاذ زين ..
    الحقيقة ان افكارك ﻻ تقدر بثمن ، فأنت ذائع الصيت بدعم التقنيات واﻻفكار الجديدة المستقبلية دوما .
    الحياة في تطور مستمر والتطور التقني الحاصل اساسه تقديم الخدمة واسراع المعامﻻت دون عناء المعاملات الورقية ، إﻻ اننا في العالم العربي نعتبر متأخرين جدا في زمن السرعة ومواكبة التطور ، واعتقد ان فكرة عقبات شراء جهاز متطور ما زالت موجودة مع اﻻخذ في اﻻعتبار اختﻻف السلع والزمن ، واشير الى بعض الفئات التي تستخدم التقنيات بشكل سلبي بدﻻ من اﻻستفادة منها ، وبعض الفئات ﻻ تستخدم التقنية بشكل سليم او يفتقر الى النظم فتكون النتيجة عدم تقديم الخدمة المناسبة ﻻهدافها الحقيقية.
    نظرتكم المستقبيلة سديدة فمثﻻ ﻻ داعي لحضور اجتماعات شخصيا وﻻ داعي للتسوق ايضا .. فأصبحت هذه الانشطة الكترونية في مصلحة الحفاظ على الوقت وسرعة اﻻنتاج .. إﻻ أني أنوه على اﻻحتفاظ بالهوية البشرية وعدم تجميدها حيث يصبح كل شيء الكترونيا حتى اﻻنسانية في اﻻنظمة واﻻعمال .. فنحن ما زلنا بشر يستحيل التحكم بنا كآلة تعمل او مجرد نقطة او اسم يقع في برنامج خدمي او موقع يقضي مصلحة .
    ارجح ان يتحول كل شيء الكترونيا حيث لن نحمل معنا مستقبﻻ اﻻ رقما يبين لنا كل شيء .. الوﻻدة الجنسية الحالة اﻻجتماعية هوية السفر .. الخ وحتى المعامﻻت النقدية لن نحتاج الى حمل المال نقدا بعد ذلك علما بأن عدة دول اتخذت بعضا من هذا اﻻجراء .
    التقنية ايجابية وسلبية .. ادعو احبائي ان نأخذ منها اﻻيجابي وننظر في الجوانب اﻻنسانية والنقاط المعقدة لتوجيهها في مصلحة اﻻنسان وان ﻻ تكون ضده .
    اوافقكم الرأي لتقسيم المبلغ وهذا اهم مافي اﻻمر 🙂
    وربنا يجزاكم كل خير على دعمكم وايضاح الحروف بوضع نقاطكم عليها .
    دمتم فخرا لنا وللوطن ويوما سعيدا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *