انتهى العام.. ولا يوجد إكمالي

• إيمان يحيى باجنيد

(Happy new year) أو كل عام وأنتم بخير، من كثرة ما سمعناها في الأيام القلائل الماضية، تركت في نفوس الغالبية شعورا بأن مشاكل العالم قد حُلت في تلك اللحظة التي تصايحت فيها الأصوات، وعلت الألعاب النارية الفضاء الكوني، وتعانق مَن تعانق مع مَن تعانق، فليس مهما مَن بقدر حالة العناق نفسها.

كل عام وأنتم بخير ترددت فسعد بتردديها البعض، وثار البعض الآخر، وبين سعيد وثائر لم يلتفت أحد خلفه قليلاً، لينظر في ذلك العام المنصرم هل هو سعيد أم ثائر، هل حقاً كان على ذلك القدر من البهجة التي أُحدثت لوداعه، حتى مجرد النظر للخلف لا يستطيع أن يقوم به الغالبية..

إن كنت تعارضني الرأي فلتلتفت، وبكل قواك وتحدث مع عامك الماضي بشجاعة الأبطال، ارفع يديك هاتفاً بصوت عالي.. نعم أنا أستحق أن احتفل فقد كنت بطل هذا العام، ثم راقب قلبك وأنت تقولها بشفافية مطلقة..

إنني على يقين لو كان للعام قدم لركلنا بها، كما يفعل المحترفون داخل الملاعب، ليلقي بنا بعيداً عن ناظره، وإن كان هناك من المحترفين من لم يترك عامه يمضي دون أن يترك ذكرى تنبه من حوله بفعلته فيه قبيل انتهائه..(ماعلينا..)

تعودت أن أسمع من أساتذتي في التدريب عبارة قد تكون تكررت على كل من هم مثلي، وهي ” انظر للجانب المشرق من حياتك كن إيجابياً لا تنظر لنصف الكوب الفارغ.. ” ولعل معظهم لم يكن بذلك الإقناع (على الأقل بالنسبة لي) بالرغم من الابتسامة العريضة التي تعلوا محياهم جميعهم،

قد تكون أكوابهم فارغة منذ البداية فلم يكن هناك جزء مملوء من الكوب ينظرون إليه، نراهم وقد امتلأت حياتهم باليأس المبطّن وعدم الرضا، يشعر به من خصه الله بقراءة مابين السطور.. لماذا..؟ سؤال لا أنتظر له جواب..

عندما أراقب مظاهر الاحتفالات برأس السنة، وأرى كمية الابتهاج الذي لا أشعر به فعلياً، أدرك أنه كلما زاد الإبهار في المراسم كلما زاد اليقين بوجود خطب ما في نفوس أصحابه، فلا يكون هناك سبيل لإخفائه إلا “بزغللة” العيون وصدها عن رؤية الحقيقة المؤلمة،

فعندما تكون تعاني من عدم الارتياح داخلك تبحث عن بدائل تشعرك أنك مازلت حيا وأنك تمارس حياتك بمنتهى السعادة، بل أعلى من منتهاها.. فتمارس فن المبالغة وتزيد من مراسم الاحتفال، وربما يصل بك الأمر لإقامة فرح أسطوري يشعرك بالراحة..

هل حققت تلك الراحة.؟ أجيب عنك هذه المرة.. لا لم تحققها ولن تحققها لأنك بحثت عنها في المكان الخطأ وحاولت أن تعبر عنها بالطريقة الخاطئة.

قبل أن نركز جهودنا في تجهيز استعدادات ضخمة للاحتفال، ليتنا نقوم بحملة تطهير لأنفسنا تجعلنا نستحق أن نبقى مع من بقي في العام الحالي، دون أن نحلل تصرفات الآخرين وماهي عاقبتهم، ونتجرأ في تصنيف من حولنا وفقاً لأهوائنا ، هذا قتل على طهارة وهذا قتل على غيرها، فلنترك الأمر لصاحب الأمر جل جلاله ، فهو بدواخلنا أعلم..

للتواصل على تويتر وفيسبوك emanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *