انتحار الإنسانية

مسكينة أيتها الإنسانية، تتسابق الدول الكبرى على تمزيقك بل ونحرك، وهم يحملون اللافتات، ويرفعون دفاعاً عنك الأصوات!! وهم والله من اغتالك، وكل يوم يبكون عليك بكاء الخائنين الخائبين بدموع التماسيح !!
طاولة كبيرة ليست مستديرة بل يقف في رئاستها وزعامتها الخمسة الإخوان الخونة !! بل والقتلة !! مجرمين بالسليقة، ومهووسين برؤية أشلاء الإنسانية، وشم دماء الأبرياء من أبناء الشعوب المغلوب على أمرها، باسم الإنسانية !! والبقية من جلاّس تلك الطاولة وحاضريها، كمبارس لتكملة النصاب، ولإبراز مزيد من الاهتمام، بأننا هنا اليوم مجتمعون، ليس من أجل شئ !! بل من أجل الإنسانية !! تلك الطاولة التي وُضع على متنها ملاية بيضاء وعليها زهور جذابة!! لكن بمضمونها وداخلها خناجر للإنسانية مسمومة !! تقطر تلك الطاولة من باطنها دماء وتتساقط منها أشلاء ضحيتهم الإنسانية!! إنها هيئة الأمم المتحدة !! نعم إنها متحدة في الظلم، متفرقة في الإنصاف والعدل، وتحقيق المساواة، بل إنقاذ البشرية!! إنهم قتلة الإنسانية !!
يجتمعون بين الفينة والأخرى، رافعين شعارات لا للظلم، لا للاستبداد، لا لهضم حقوق الشعوب، لا لإسقاط الأنظمة ( قصدهم أنظمتهم التي وضعوها وتخدم مصالحهم، وتلبي توجهاتهم، وتنفّذ أوامرهم، وتحقق مطالبهم، وتحرص ليل نهار على أمنهم وآمانهم)!!
نعم باليد اليمنى وردة بيضاء للإنسانية رمزا للعدل والصدق والوفاء، وفي اليد الأخرى خنجراً مسموماً تغرسه في جسد الإنسانية، وهي تبكي عليها، وتصيح وتنوح، وتطبطب على أكتافها، ثم تنهض لتندد وتتوعد، تزبد وترعد، تسب وتهدد من فكّر في قتل الإنسانية!! ومن خطط لذلك، وموّل، ومن قام بالفعل ونفّذ !!
مسرحية هزلية، مكررة وتافهة!! جعلت من الإنسانية أسيرة لها مقيدة!! تنتظر في كل مرة، سطوة أولئك الجلادين، المجرمين الخمسة!! فتراها مستسلمة لمصيرها، صابرة لقدرها، لا حول لها ولا قوة!! تضحك على نفسها، وتوهمها بأن من يجلس على تلك الطاولة والذين يقررون مصيرها، من الجالسين مع المجرمين الخمسة، أنهم في يوم ما سيقررون رفع الظلم عنها، ونصرتها، ولو كان ذلك لا يتعدى حبراً على ورق، أو كلمة باللسان قبل فوات الأوان!! آمال وأحلام لا تسمن ولا تغني من جوع !! لكن هيهات هيهات أن يمر من خلال تلك الطاولة قراراً دون تفنيد وتمحيص!!
فإن كان ضد الإنسانية صوتوا له !! وإن كان مع الإنسانية البريئة المظلومة، المسلوبة الحق والإرادة، ووافق عليه الكمبارس ( الدول ذات العضوية في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة) رفض القرار احد المجرمين الخمسة، من خلال السلاح الذي لا يردعه سلاح!! وهو حق النقض (الفيتو) لذي يستخدمه أحد الخمسة باتفاق بينهم، لقتل أي قرار يصب في مصلحة الإنسانية، دون خجل، أو خوف، أو هم منه أو وجل !!
المجرمون الخمسة – أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين !!
بئس القرار، وبئس المكان، وبئس المجال وبئس الأخوة !! بل بئس الجمعة، وبئس الاجتماع!!
مسكينة أيتها الإنسانية، عبث بك المجرمون، من أعضاء عصبة الأمم !!
لكن من المؤكد أن كل ليل لابد أن يعقبه نهار .. وكل ظلمة يعقبها نور، وكل ظالم له نهاية، ولابد في يومٍ من الأيام أن يظهر الحق وينتصر، مهما طال ليل الظالمين.. ووقتها ستردد الإنسانية مع ما بقي منها؛ ظهر الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا)..
Drsaeed1000@hotmail.com – Twitter:@drsaeed1000
الرياض
التصنيف: