[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

يعتاد الناس تلقي الصدمات في هذه الحياة الأمر بات عادياً إلى حد ما لكنهم يختلفون في تلقيهم لهذه الصدمات خصوصا حين تقف عائقا أمام طموحاتهم . العناء يكمن في تحدي هذه العراقيل والمضي قدما دون اكتراث بتأثيرها النفسي وهنا يكون الإنسان قريباً من اليأس واليأس طريق للدخول في دوامة الصراع مابين المكوث والهرب الحياة أو الموت . في هكذا ظروف يبدو الأقوياء أكثر صمودا إنهم يمتلكون القوة الكامنة التي تمكنهم من مواجهة صدمات الحياة هذه القوة تصنع الإرادة والعزم ليبدو المرء معها أكثر صلابة لا تؤثر فيه الصعاب بل تزيده قوة وعزيمة
يقول الأكاديمي المتخصص عبدالله الطاير ( أي ظرف يمر بنا مهما كان صعبا فإنه لن يكون قادرا على تدمير حياتنا وتشكيل مستقبلنا إلا إذا رضينا به و كل إنسان يستطيع إحداث تغير في وضعه وببساطة تستطيع أن تغير كل شي في حياتك منذ اليوم من خلال تغيير طريقة فهمك للحياة وأسلوب أدائك فيها . وأول خطوة في هذا التغيير هي الانقلاب على قناعاتك التي آدت بك إلى ما أنت فيه . إن الذي يشعرنا بالعجز هو أننا نقنع أنفسنا بأننا قمنا بما علينا من المحاولة وجربنا كل الطرق والواقع أننا لم نجرب بما فيه الكفاية وإنما قمنا بمحاولات كانت فاشلة ومع ذلك فإن التغيير الإيجابي في حياتنا يتطلب منا أن نضع الماضي خلفنا لأن الماضي مهما كان مؤثرا ومهماً لا يمكن أن يكون في مستوى أهمية المستقبل . الماضي صفحة طويت لا تستطيع تغيير محتواها أما المستقبل فهو صفحة تفتح ويجب أن تسهم في كتابته ليس الأمس هو المهم وإنما اليوم هو المهم ويجب ألا تنطلق نحو المستقبل وأنت تنظر في مرآة الماضي ..تذكر أن الماضي كان فاشلا فلا تجعل منه دليلا للمستقبل)
بودي أن نستعرض تجربة الهولندية \”تيرزا مول\” والتي أحتفظ بقصتها منذ أن قرأتها في مجلة زهرة الخليج في عددها 1526.. أينما تتجه هذه المرأة تتبعها نظرات الناس بمزيج من الدهشة والاستغراب والسبب أنها تقود جندولا وهو الجندول الوحيد الذي يقطع قنوات هولندا المائية , كما أن تيرزا هي المرأة الوحيدة في هولندا التي تعمل \” مجذفة جندول \” وكانت قد بنت الجندول الفينيسي البالغ طوله 11 م بنفسها كجزء من دراستها تصميم وبناء الزوارق في آمستردام وذلك بعدما أمضت أربعة أشهر في فينيسيا تتدرب في حوض لبناء الزوارق لصانع \”جناديل \” فينيسي..عند عودتها إلى العاصمة الهولندية آمستردام قامت تيرزا ببناء جندول خاص بها ثم توجهت إلى إيطاليا من جديد لتتعلم كيفية تسيير وتجذيف الجندول لكن تيرزا قوبلت بممانعة كبيرة ولم يرغب أحد في تعليمها كونها أمرآة إلى أن قبل أحدهم في النهاية مساعدتها في تعلم الصنعة وإن لم يسمح لها بتجديف الزورق وسط فينيسيا و على الرغم من أن تيرزا انتهت من بناء الجندول قبل بضع سنوات إلا انه تعين عليها أن تنتزع موافقة السلطات المسئولة في هولندا على تسيير قاربها في قنوات العاصمة المائية وهي عملية تأخرت بعض الوقت قبل أن تنال تيرزا أخيرا تصريحا رسميا كـ \”مجذفة جندول \” هاهي تيرزا اليوم تنقل الركاب والسياح في آمستردام .المرآة الوحيدة التي تجذف جندولا إلى جانب عدد من الزوارق السياحية الأخرى غير آبهة بنظرات الناس أو تعليقات البعض التهكمية عليها
** ماوددت قوله هاهنا انه حري بنا أن نقهر كل العراقيل في سبيل تحقيق آهدافنا المنشودة وتذكروا جيدا أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وصدق الحق في وقوله \” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم \”
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *